responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحلى نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 163


تحريم الثمار المغذاة بالزبل وبالعذرة ، وتحريم لحوم الدجاج لأنها مستحيلة عن المحرمات * فان قالوا : فنحن نجد الدم يلقى في الماء أو الخمر أو البول فلا يظهر له لون ولا ريح ولا طعم فيواتر طرحه فتظهر صفاته فيه ، فهلا صار الثاني ماء كما صار الأول ؟ قلنا لهم : هذا السؤال لسنا نحن المسؤولين به ، لكن جريتم فيه على عادتكم الذميمة في التعقب على الله تعالى والاستدراك عليه في أحكامه تعالى وأفعاله ، وإياه تعالى تسألون عن هذا لا نحن ، لأنه هو الذي أحل الأول ولم يحل الثاني كما شاء لا نحن ، وجوابه عز وجل لكم على هذا السؤال يأتيكم يوم القيامة بما تطول عليه ندامة السائل ، لان الله تعالى حرم هذا السؤال إذ يقول تعالى : ( لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ) * ثم نحن نجيبكم قائمين لله تعالى كما افترض عز وجل علينا إذ يقول : ( كونوا قوامين لله ) فنقول لكم : هذا خلق الله تعالى ما خلق كله من ذلك كله كما شاء لا معقب لحكمه ولا يسأل عما يفعل ، ونحن نجد الماء يصعده الهواء بالتجفيف فيصير الماء هواء مصعدا وليس ماء أصلا ، حتى إذا كثر الماء المستحيل هواء في الجو عاد ماء كما كان ، وأنزله الله تعالى من السحاب ماء ، وهذا نفس ما احتججتم به علينا من أن الدم يخفى في الماء والفضة تخفى في النحاس ، فإذا توبع بهما ظهرا * ولا فرق بين هذا السؤال الأحمق وبين من سأل : لم خلق الله الماء يتوضأ به ولم يجعل ماء الورد يتوضأ به ؟ ولم جعل الصلاة إلى الكعبة والحج ولم يجعلها إلى كسكر أو إلى الفرما [1] أو الطور ؟ ولم جعل المغرب ثلاثا والصبح ركعتين بكل حال ، والظهر في الحضر أربعا ؟ ولم جعل الحمار طويل الاذنين ، والجمل صغيرهما ، والفأر طويل الذنب ،



[1] كسكر بفتح الكافين وبينهما سين مهملة ساكنة وآخره راء ، قال ياقوت : ( كورة واسعة . . . وقصبتها اليوم واسط القصبة التي بين الكوفة والبصرة ) و ( الفرما ) بفتح الفاء والراء والميم مقصور : مدينة قديمة بين العريش والفسطاط شرقي تنيس على ساحل البحر . قاله ياقوت ، وموقعها يكون الآن شرقي ( بور فؤاد ) بين بحيرة ( البردويل ) وبين بحيرة تنيس المعروفة ببحيرة ( المنزلة )

163

نام کتاب : المحلى نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 163
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست