responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مغني المحتاج نویسنده : محمد بن أحمد الشربيني    جلد : 1  صفحه : 333


يغطي وجهه بخرقة من أول ما يضعه على المغتسل ، وقد ذكره المزني عن الشافعي ، والأولى أن يكون ( بماء بارد ) لأنه يشد البدن ، والسخن يرخيه إلا أن يحتاج إلى السخن لوسخ أو برد أو نحوه فيسخن قليلا ، ولا يبالغ في تسخينه لئلا يسرع إليه الفساد . قال الزركشي : واستحب الصيمري والماوردي كونه مالحا على كونه عذبا ، وقال أيضا : ولا ينبغي أن يغسل الميت بماء زمزم للخلاف في نجاسته بالموت . ويكون الماء في إناء كبير ، ويبعد به عن المغتسل بحيث لا يصيبه رشاش الماء عند الغسل . ( ويجلسه الغاسل على المغتسل ) برفق ( مائلا إلى ورائه ) قليلا ليسهل خروج ما في بطنه ، ( ويضع يمينه على كتفه وإبهامه في نقرة قفاه ) لئلا يميل رأسه . والقفا مقصور ، وجوز الفراء مده ، وهو مؤخر العنق . ( ويسند ظهره إلى ركبته اليمنى ) لئلا يسقط ، ( ويمر يساره على بطنه إمرارا بليغا ليخرج ما فيه ) من الفضلات خشية من خروجها بعد الغسل أو بعد التكفين فيفسد بدنه أو كفنه . قال الماوردي : بليغا بالتكرار لا في شدة الاجتهاد بحيث لا يؤدي إلى هتك الميت لأن احترامه واجب . ويكون عنده حينئذ مجمرة متقدمة فائحة بالطيب ، كالعود والمعين يصب عليه ماء كثيرا لئلا تظهر رائحة ما يخرج منه . ويسن أيضا أن يبخر عند الميت من حين الموت ، لأنه ربما ظهر منه شئ فتغلبه رائحة البخور . ( ثم يضجعه لقفاه ) أي مستلقيا كما كان أولا ، ( ويغسل بيساره وعليها خرقة ) ملفوفة بها ( سوأتيه ) أي قبله ودبره وكذا ما حولهما كما يستنجي الحي بعد قضاء الحاجة ( ثم يلف ) خرقة ( أخرى ) على يده اليسرى بعد إلقاء الأولى ، وغسل يده بماء وأشنان أو نحوه إن تلوثت كما قاله الرافعي . وفي النهاية والوسيط :
يغسل كل مرة بخرقة ، ولا شك أنه أبلغ في النظافة . ( ويدخل أصبعه ) السبابة من يسراه كما بحثه شيخنا مبلولة بماء ، ( فمه ويمرها على أسنانه ) بشئ من الماء كما يستاك الحي . فإن قيل : الحي يستاك باليمين فلم خولف في هذا ؟ أجيب بأن القذر ثم لا يتصل باليد بخلافه هنا ، وبأن الميت قيل بنجاسته ففعل به ذلك للخروج من الخلاف . ولا يفتح أسنانه إذا كانت متراصة لخوف سبق الماء إلى جوفه فيسرع فساده . ( ويزيل ) بأصبعه الخنصر مبلولة بماء ( ما في منخريه ) بفتح الميم أشهر من كسرها ، وبكسر الخاء ، ( من أذى ) كما في مضمضة الحي واستنشاقه . ( ويوضئه ) بعد ما تقدم ( كالحي ) ثلاثا ثلاثا بمضمضة واستنشاق قليلا ، ويميل رأسه فيهما . وقيل : يستغنى عنهما بما تقدم لئلا يصل الماء باطنه . قال في المجموع : ويتبع بعود لين ما تحت أظفاره . ( ثم يغسل رأسه ثم لحيته بسدر ونحوه ) كخطمي ، والسدر أولى لأنه أمسك للبدن وأقوى للجسد وللنص عليه في الخبر . ( ويسرحهما ) أي شعر رأسه ولحيته إن تلبد ( بمشط ) بضم أوله وكسرها مع إسكان الشين وبضمها مع الميم لإزالة ما فيهما من سدر ووسخ كما في الحي ، ( واسع الأسنان ) لئلا ينتتف الشعر ، ( برفق ) لئلا ينتتف شئ أو يقل الانتتاف . ( ويرد المنتتف إليه ) ندبا بأن يضعه في كفنه ليدفن معه إكراما له ، وقيل : يجعل وسط شعره . وأما دفنه فسيأتي إن شاء الله تعالى . ( ويغسل ) بعدما سبق ( شقه الأيمن ) مما يلي الوجه من عنقه إلى قدمه ، ( ثم الأيسر ) كذلك ، ( ثم يحرفه إلى شقه الأيسر فيغسل شقه الأيمن مما يلي القفا والظهر ) من كتفه ( إلى القدم ثم يحرفه إلى شقه الأيمن فيغسل الأيسر كذلك ) أي مما يلي قفاه وظهره من كتفه إلى القدم ، وقيل : يغسل شقه الأيمن من مقدمه ثم من ظهره ، ثم يغسل شقه الأيسر من مقدمه ثم من ظهره ، وكل سائغ

333

نام کتاب : مغني المحتاج نویسنده : محمد بن أحمد الشربيني    جلد : 1  صفحه : 333
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست