الأصح أو بسبح والغاشية قياسا لا نصا . ( لكن قيل ) هنا أنه ( يقرأ في الثانية ) بدل اقتربت ( إنا أرسلنا نوحا ) لاشتمالها على الاستغفار ونزول المطر اللائقين بالحال . ورده في المجموع باتفاق الأصحاب على أن الأفضل أن يقرأ فيها ما يقرأ في العيد ، وينادى لها : الصلاة جامعة . وفي اختصاصها بوقت أوجه ، قيل : بوقت العيد ، وقيل : من أول وقت العيد إلى العصر ، والأصح لا تتأقت ، فقوله : ( ولا تختص ) صلاة الاستسقاء ( بوقت العيد في الأصح ) وعبر في الروضة بالصحيح الذي نص عليه الشافعي وقطع به الأكثرون : يصدق بالأخيرين فلا يعلم منه الأصح . ويجوز فعلها متى شاء ، ولو في وقت الكراهة على الأصح ، لأنها ذات سبب فدارت مع السبب كصلاة الكسوف . ( ويخطب كالعيد ) في الأركان والشرائط والسنن ، ( لكن يستغفر الله تعالى بدل التكبير ) فيقول : أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه في الأولى تسعا ، وفي الثانية سبعا ، لأن ذلك أليق بالحال ، لأن الله تعالى وعدنا بإرسال المطر عنده ، وقيل : إنه يكبر كالعيد ، قال المصنف : وهو ظاهر نص الام ، وقال الأذرعي : إنه قضية كلام أكثر العراقيين ، ويأتي بما يتعلق بالاستسقاء بدل ما يتعلق بالفطر والأضحية . ويجوز أن يخطب قبل الصلاة كما سيأتي . ويسن أن يختم كلامه بالاستغفار ، وأن يكثر منه في الخطبة ، ومن قول * ( استغفروا ربكم ) * الآية ، ومن دعاء الكرب ، وهو : لا إله إلا الله العظيم الحليم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم ، ومن : يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث ومن رحمتك نرجو ، فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين وأصلح لنا شأننا كله لا إله إلا أنت ، ويسن في كل موطن : * ( اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ) * وآية آخر البقرة . ( ويدعو في الخطبة الأولى ) بما رواه الشافعي في الام والمختصر عن سالم بن عبد الله بن عمر أن رسول الله ( ص ) كان إذا استسقى قال : ( اللهم ) أي يا الله ( أسقنا ) بقطع الهمزة من أسقى ، ووصلها من سقى ، فقد ورد الماضي ثلاثيا ورباعيا ، قال تعالى : * ( لاسقيناهم ماء غدقا ) * وقال : * ( وسقاهم ربهم شرابا طهورا ) * . ( غيثا ) بمثلثة ، أي مطرا ، ( مغيثا ) بضم الميم ، أي منقذا من الشدة بإروائه ، ( هنيئا ) بالمد والهمزة ، أي طيبا لا ينغصه شئ ، ( مريئا ) بوزن هنيئا ، أي محمود العاقبة ، ( مريعا ) بفتح الميم وكسر الراء وبياء مثناة من تحت ، أي ذا ريع ، أي نماء ، مأخوذ من المراعة ، وروي بالموحدة من تحت ، من قولهم أربع البعير يربع إذا أكل الربيع ، وروي أيضا بالمثناة من فوق ، من قولهم رتعت الماشية إذا أكلت ما شاءت ، والمعنى واحد . ( غدقا ) بغين معجمة ودال مهملة مفتوحة ، أي كثير الماء والخير ، وقيل : الذي قطره كبار . ( مجللا ) بفتح الجيم وكسر اللام ، يجلل الأرض ، أي يعمها كجل الفرس ، وقيل : هو الذي يجلل الأرض بالنبات . ( سحا ) بفتح السين وتشديد الحاء المهملة ، أي شديد الوقع على الأرض ، يقال سح الماء يسح إذا سال من فوق إلى أسفل ، وساح يسيح إذا جرى على وجه الأرض . ( طبقا ) بفتح الطاء والباء الموحدة ، أي مطبقا على الأرض ، أي مستوعبا لها فيصير كالطبق عليها ، يقال هذا مطابق لهذا ، أي مساو له . ( دائما ) إلى انتهاء الحاجة إليه ، فإن دوامه عذاب . ( اللهم أسقنا الغيث ) تقدم شرحه ، ( ولا تجعلنا من القانطين ) أي الآيسين بتأخير المطر . اللهم إن بالعباد والبلاد والخلق من اللاواء - بالهمز والمد : شدة الجوع - والجهد - بفتح الجيم ، وهو قلة الخير وسوء الحال - والضنك - أي الضيق - ما لا نشكو - بالنون - إلا إليك . اللهم أنبت لنا الزرع وأدر لنا الضرع وأسقنا من بركات السماء وأنبت لنا من بركات الأرض ، اللهم ارفع عنا الجهد والعري والجوع واكشف عنا من البلاء ، ما لا يكشفه غيرك . ( اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا فأرسل السماء ) أي المطر كما قاله الأزهري ، وقال الزركشي : يجوز أن يكون المراد هنا المطر والسحاب . ( علينا مدرارا ) أي درا كثيرا ، أي مطرا كثيرا . وهذه الزيادة التي زيدت على المتن قد ذكر منها في المحرر إلى اللهم