responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : روضة الطالبين نویسنده : النووي    جلد : 1  صفحه : 71

إسم الكتاب : روضة الطالبين ( عدد الصفحات : 669)


الواقع ، تفرغ باقي الرعية لمصالحهم ومصالح السلطان والأجناد وغيرهم ، من الزراعة والصنائع وغيرها ، مما يحتاج الناس كلهم إليها ، فجهاد الأجناد مقابل بالاخبار المقدرة لهم ، ولا يحل أن يؤخذ من الرعية شئ ما دام في بيت المال شئ من نقد أو متاع أو أرض أو ضياع تباع ، أو غير ذلك . وهؤلاء علماء المسلمين في بلاد السلطان - أعز الله أنصاره - متفقون على هذا ، وبيت المال بحمد الله تعالى معمور ، زاده الله عمارة وسعة وخيرا وبركة في حياة السلطان المقرونة بكمال السعادة والتوفيق والتسديد ، والظهور على أعداء الدين ، وما النصر إلا من عند الله ، وإنما يستعان في الجهاد وغيره بالافتقار إلى الله تعالى ، واتباع آثار النبي صلى الله عليه وسلم وملازمة أحكام الشرع . وجميع ما كتبناه أولا وثانيا ، هو النصيحة التي نعتقدها وندين الله بها ، ونسأله الدوام عليها حتى نلقاه ، والسلطان يعلم أنها نصيحة له وللرعية ، وليس فيها ما يلام عليه ، ولم نكتب هذا للسلطان إلا لعلمنا أنه يجب الشرع ومتابعة أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم في الرفق بالرعية ، والشفقة عليهم ، وإكرامه لآثار النبي صلى الله عليه وسلم . ول ناصح للسلطان موافق على هذا الذي كتباه .
وأما ما ذكر في الجواب من كوننا لم ننكر على الكفار كيف كانوا في البلاد ، فكيف يقاس ملوك الاسلام وأهل الايمان وأهل الايمان والقرآن بطغاة الكفار ؟
وبأي شئ كنا نذكر طغاة الكفارة وهم لا يعتقدون شيئا من ديننا ؟
وأما تهديد الرعية بسبب نصيحتنا ، تهديد طائفة العلماء ، فليس هو المرجو من عدل السلطان وحلمه ، وأي حيلة لضعفاء المسلمين الناصحين نصيحة للسلطان ولهم ، ولا علم لهم به ؟ وكيف يؤاخذون به ولو كان فيه ما يلام عليه ؟ وأما أنا في نفسي فلا يضرني التهديد ولا أكثر منه ، ولا يمنعني ذلك من نصيحة السلطان ، فإني أعتقد أن هذا واجب علي وعلى غيري ، وما ترتب على الواجب فهو خير وزيادة عند الله تعالى ، * ( إنما هذه الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار ) * وأفوض أمري إلى الله ، ان الله بصير بالعباد وقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقول بالحق حيثما كنا ، وأن لا نخاف في الله لائم ، ونحن نحب للسلطان أكمل الأحوال ، وما ينفعه في آخرته ودنياه ، ويكون سببا لدوام الخيرات له ، ويبقى ذكره على ممر الأيام ، ويخلد به في الجنة ، ويجد نفعه * ( يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا ) *

71

نام کتاب : روضة الطالبين نویسنده : النووي    جلد : 1  صفحه : 71
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست