responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : روضة الطالبين نویسنده : النووي    جلد : 1  صفحه : 70


وبينه أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه ) * وهذا الكتاب العلماء أمانة ونصيحة للسلطان ، أعز الله أنصاره ، والمسلمين كلهم في الدنيا والآخرة فيجب عليكم إيصاله للسلطان أعز الله أنصاره ، وأنتم مسؤولون عن هذه الأمانة ، ولا عذر لكم في التأخر عنها ولا حجة لكم في التقصير فيها عند الله تعالى ، وتسألون عنها يوم لا ينفع مال ولا بنون ، يوم يفر المرء من أخيه ، وأمه وأبيه ، وصاحبته وبنيه ، لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه ، وأنتم بحمد الله تحبون الخير وتحرصون عليه ، وتسارعون إليه ، وهذا من أهم الخيرات ، وأفضل الطاعات ، وقد أهلتم له وساقه الله إليكم ، وهو فضل من الله ونحن خائفون أن يزداد الامر شدة ، إن لم يحصل النظر في الرفق بهم ، قال الله تعالى : * ( إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون ) * ، وقال تعالى :
* ( وما تفعلوا من خير فإن الله به عليهم ) * .
والجماعة الكاتبون منتظرون ثمرة هذا ، فإذا فعلتموه فأجركم عند الله * ( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ) * والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
فلما وصلت الورقتان إليه ، أوقف عليهما السلطان ، فرد جوابهما ردا عنيفا مؤلفا ، فتنكدت خواطر الجماعة الكاتبين ، فكتب - رضي الله عنه - جوابا لذلك الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم ، اللهم صلى على سيدنا محمد وعلى آل محمد من عبد الله يحيي النووي ، ينهي أن خدمة الشرع كانوا كتبوا ما بلغ السلطان أعز الله أنصاره ، فجاء الجواب بالانكار والتوبيخ والتهديد ، وفهمنا منه أن الجهاد ذكر في الجواب على خلاف حكم الشرع ، وقد أوجب الله إيضاح الاحكام عند الحكام عند الحاجة إليها ، فقال تعالى : * ( وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه ) * فوجب علينا حينئذ بيانه ، وحرم علينا السكوت وقال تعالى : * ( ليس على الضعفاء ولا المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله ، ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم ) * . وذكر في الجواب أن الجهاد ليس مختصا بالأجناد ، وهذا أمر لم ندعه ، ولكن الجهاد فرض كفاية ، فإذا قرر السلطان له أجنادا مخصوصين ، ولهم اخباز معلومة من بيت المال ، كما هو

70

نام کتاب : روضة الطالبين نویسنده : النووي    جلد : 1  صفحه : 70
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست