نام کتاب : روضة الطالبين نویسنده : النووي جلد : 1 صفحه : 72
وأما ما ذكر من تمهد السلطان البلاد ، وإدامة الجهاد ، وفتح الحصون ، وقهر الأعداء ، فهذا بحمد الله من الأمور الشائعة التي اشترك في العلم بها الخاصة والعامة وطارت في أقطار الأرض ، فلله الحمد ، وثواب ذلك مدخر للسلطان إلى * ( يوم تجد كل نفس من خير محضرا ) * ، ولا حجة لنا عند الله تعالى إذا تركنا هذه النصيحة الواجبة علينا . وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . وكتب للملك الظاهر لما احتيط على أملاك دمشق : بسم الله الرحمن الرحيم . قال الله تعالى : * ( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) * وقال تعالى : * ( وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه ) * وقال تعالى : * ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) * وقد أوجب الله على المكلفين نصيحة السلطان - أعز الله أنصاره - ونصيحة عامة المسلمين ، ففي الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : الدين النصيحة لله وكتابه وأئمة الدين وعامتهم . ومن نصيحة السلطان - وفقه الله تعالى لطاعته وتولاه بكرامته - أن ننهي إليه الاحكام ، إذا جرت على غير قواعد الاسلام ، وأوجب الله تعالى الشفقة على الرعية ، والاهتمام بالضعفة ، إزالة الضرر عنهم . قال الله تعالى : * ( واخفض جناحك للمؤمنين ) * . وفي الحديث الصحيح . ( إنما تنصرون وترزقون بضعفائكم ) . وقال صلى الله عليه وسلم : ( من كشف عن مسلم كربة من كرب الدنيا ، كشف الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ) وقال صلى الله عليه وسلم : ( من ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم ، فارفق اللهم به ، ومن شق عليهم فاشقق اللهم عليه ) . وقال صلى الله عليه وسلم : ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) . صلى الله عليه وسلم : ( إن المقسطين على منابر من نور ، عن يمين الرحمن ، الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا ) . وقد أنعم الله علينا وعلى سائر المسلمين بالسلطان ، أعزه الله وأعز أنصاره ، وأذل له الأعداء من جميع الطوائف ، وفتح أعداء الدين ، وسائر الماردين ، ومهد له البلاد والعباد ، وقمع بسيفه أهل الزيغ والفساد ، وأمده بالإعانة واللطف والسعادة ، فلله الحمد على هذه النعم الظاهرة ، والخيرات المتكاثرة ، ونسأل الله الكريم دوامها له
72
نام کتاب : روضة الطالبين نویسنده : النووي جلد : 1 صفحه : 72