نام کتاب : روضة الطالبين نویسنده : النووي جلد : 1 صفحه : 59
قال ابن العطار : وأخبرني العلامة رشيد الدين الحنفي ، قال عذلت الشيخ في تضييق عيشة ، وقلت له أخشى عليك مرضا يعطلك عن أشياء أفضل مما تقصده ، فقال : إن فلانا صام وعبد الله حتى عظمه قال : فعرفت أنه ليس له غرض في المقام في هذه الدار ، ولا يلتفت إلى ما نحن فيه . قال : ورأيت رجلا من أصحاب قشر خيارة ليطعمه إياها ، فامتنع من أكلها وقال أخشى ان ترطب جسمي وتجلب النوم قال الأدفوي في البدر السافر : حكى لي قاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة ، أنه سأله عن نومه فقال ، إذا غلبني النوم استندت إلى الكتب لحظة أنتبه . قال : وحكى لي أيضا أنه كان إذا أتى إليه ليزوره يضع بعض الكتب على بعض ، ليوسع له موضعا يجلس فيه قال : وكان لا يجمع بين أدمين ، ولا يأكل اللحم إلا عندما يتوجه إلى نوى . قال : وحكى عنه قاضي القضاة جمال الدين الزرعي : أنه كان يتردد إليه وهو شاب قال : فجئت إليه في يوم عبد ، فوجدته يأكل حريرة مدخنة فقال سليمان . كل ، فلم يطلب له ، فقام أخوه وتوجه إلى السوق واحضر شويا ، وحلوى ، وقال له : كل فلم يأكل ، فقال : يا أخي أهذا حرام ؟ فقال : لا ، ولكنه طعام الجبابرة . قال ابن العطار : وكان لا يأكل فاكهة دمشق ، فسألته عن ذلك فقال : دمشق الغبطة ، والمعاملة فيها على وجه المساقاة ، وفيها خلاف بين العلماء ، وفيها خلاف بين العلماء ، ومن جوزها شرط الغبطة ، والناس لا يفعلونها إلا على جزء من ألف جزء من الثمرة للمالك ، فكيف تطيب نفسي بأكل ذلك ؟ قال : وقال لي الشيخ العارف المحقق ، أبو عبد الرحيم محمد الأخميمي : كان الشيخ محيي الدين سالكا منهاج الصحابة ولا أعلم أحدا في عصرنا سالكا منها جهم غيره . قال : وكتب شيخنا أبو عبد الله محمد بن الأربلي ، الحنفي ، شيخ الأدب في وقته تصحيح التنبيه ، ليكون له عنه رواية ، فلما فرع من قال لي ما وصل
59
نام کتاب : روضة الطالبين نویسنده : النووي جلد : 1 صفحه : 59