نام کتاب : روضة الطالبين نویسنده : النووي جلد : 1 صفحه : 58
كان بعيدا ، والمراقبة لأعمال القلوب وتصفيها من الشوائب ، يحاسب نفسه على الخطوة بع الخطوة . وكان محققا في علمه وفنونه مدققا ، حافظا لحديث رسوله الله صلى الله عليه وسلم ، عارفا بأنواعه كلها ، وغريبه ، ومعانيه ، واستنباط فقهه ، حافظا ، الشافعي وقواعد ، وأصوله وفروعه ، ومذاهب الصحابة والتابعين ، واختلاف العلماء ووفاقهم وإجماعهم ، سالكا طريق السلف ، قد صرف أقاته كلها في الخير ، فبعضها للتأليف وبعضها للتعليم وبعضها للصلاة ، وبعضها للتدبير وبعضها للامر بالمعروف والنهي عن المنكر . قال الكمال الأدفوي في البدر السافر ونوزع مرة في النقل عن الوسيط فقال : أتنازعوني وقد طالعته أربعمائة مرة ؟ قال : وواقف الملك الظاهر بيبرس لما ورد دمشق في أمور ، فظن أنه من أصحاب الوظائف يعزله فذكر له حاله فقال : وكان بعد ذلك يقول إني أفزع منه . قال ابن العطار : وذكر أبو عبد الله بن أبي الفتح البعلي : الحنبلي ، العلامة ، قال كنت ليلة في جامع دمشق الشيخ واقف يصلي إلى سارية في ظلمة ، وهو يردد قوله تعالى : وقفوهم انهم مسؤولون مرارا . بحزن وخشوع ، حتى حصل عندي من ذلك ما الله به عليم . وكان إذا ذكر الصالحين ذكرهم بتعظيم وتوقير واحترام ، وذكر مناقبهم . قال : وأخبرني الشيخ القدرة المسلك ، ولي الدين أبو الحسن ، المقيم بجامع بيت لهيا ، قال مرضت بالنقرس في رجلي فعادني الشيخ محيي الدين ، فلما جلس ، عندي ، جعل يتكلم في الصبر ، فكلما تكلم جعل الألم يذهب قيلا ، حتى زال ، فعرفت أنه من بركته . وكان لا يدخل الحمام ، ولا يأكل في اليوم والليلة إلا أكله واحدة بعد العشاء ، ولا يشرب إلا شربة واحدة عند السحر ، ولا يشرب المبرد ، أي الملقى فيه الثلج ولم يتروج .
58
نام کتاب : روضة الطالبين نویسنده : النووي جلد : 1 صفحه : 58