responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : روضة الطالبين نویسنده : النووي    جلد : 1  صفحه : 54


وإمامته وجلالته ، وزهده ، وورعه وعبادته ، وصيانته في أقواله وأفعاله وحالاته له الكرامات الواضحة ، والمؤثر نفسه وماله للمسلمين ، والقائم بحقوقهم وحقوق ولاة أمورهم بالنصح والدعاء في العالمين .
ولد في العشر الأوسط من المحرم سنة إحدى وثلاثين وستمائة ، بنوى قال ابن العطار : وذكر لي بعض الصالحين الكبار ، أنه ولد وكتب من الصادقين ، ونشأ بها وقرأ القرآن ، فلما بلغ سبع سنين ، وكانت ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان .
قال ولده : وكان نائما إلى جنبي ، فانتبه نحو نصف الليل وأيقظني وقال : يا أبت ، ما هذا النور الذي قد ملا الدار ؟ فاستيقظ أهله جميعا ، ولم نر شيئا فعرفت أنها ليلة القدر .
ولما بلغ عشر سنين ، وكان بنوي الشيخ وياسين ين يوسف المراكشي من أولياء الله تعالى ، قرأه والصبيان يكرهونه على اللعب معهم ، وهو يهرب منهم ويبكي لاكراههم ، ويقرأ القرآن في تلك الحال ، قال : فوقع في قلبي محبته وجعله أبوه في دكان ، فجعل لا يشغل بالبيع والشراء عن القرآن . قال الشيخ ياسين : فأتيت الذي يقرئه القرآن ، فوصيت به ، وقلت له هذا الصبي يرجى أن يكون أعلم أهل زمانه وأزهدهم ، وينتفع الناس به ، فقال أمنجم أنت ؟ فقال لا ، وإنما أنطقني الله بذلك فذكر ذلك الوالدة ، فحرص عليه إلى أن ختم القرآن وقد ناهز الاحتلام .
قال ابن العطار : قال الشيخ ، فلما كان عمري تسع عشرة سنة ، قدم بي والدي إلى دمشق سنة تسع وأربعين ، فسكنت المدرسة الرواحية ، وبقيت نحو سنتين لم أضع جنبي إلى الأرض وكان قوتي فيها جراية المدرسة لا غير : قال : وحفظت التنبيه في أربعة أشهر ونصف وحفظت ربع المهذب في باقي السنة قال . ولما قرأت مدة اغتسل منها بالماء البارد ، حتى تشقق ظهري قال : وجعلت أشرح وأصحح على شيخنا الامام البارد ، حتى ظهري قال : وجعلت أشرح وأصحح على شيخنا الامام العالم ، الزاهد الورع ، أبي إبراهيم إسحاق بن أحمد بن عثمان ، المغربي الشافعي ، ولازمته فأعجب بي لما رأى من اشتغال وملازمتي وعدم اختلاطي بالناس ، وأجبني محبة شديدة ، وجعلني أعيد الدرس في حلقته الأكثر الجماعة .

54

نام کتاب : روضة الطالبين نویسنده : النووي    جلد : 1  صفحه : 54
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست