responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : روضة الطالبين نویسنده : النووي    جلد : 1  صفحه : 55


قال : فلما كانت سنة إحدى وخمسين ، حججت مع والدي ، وكانت وقفة الجمعة ، وكانت رحلتنا من أول رجب ، فأقمت بمدينة النبي صلى الله عليه وسلم نحو من شهر ونصف .
قال والده : ولما توجهنا للرحيل من نوى ، أخذته الحمى ، إلى يوم عرفة قال ولم يتأوه قط . فلما عدنا إلى نوى ، ونزل إلى دمشق صب الله عليه العلم صبا فلم يزل يشتغل بالعلم ، ويقتفي آثار أبي إبراهيم إسحاق في العبادة ، من الصلاة وصيام الدهر والزهد والورع ، فلما توفي شيخه ازداد اشتغاله بالعلم والعمل .
وحج مرة أخرى ، قال ابن العطار . وقال لي شيخنا القاضي أبو المفاخر محمد بن عبد القادر الأنصاري ، لو أدرك القشيري صاحب الرسالة شيخكم وشيخه ، لما قدم عليهما في ذكره لمشائخها أحدا ، لما جمع فيهما من العلم والعمل ، والزهد الورع ، والنطق بالحكمة ، وغير ذلك .
قال : وذكر لي الشيخ قال : كنت أقرأ كل يوم اثني عشر درسا على المشايخ شرحا ، درسين في الوسيط ودرسا في المهذب ، ودرسا في الجمع بين الصحيحين ، ودرسا في صحيح مسلم ، ودرسا في اللمع لابن جنى ، ودرسا في إصلاح المنطلق لابن السكيت في اللغة ودرسا في التصريف ، ودرسا في أصول الفقه ، ودرسا في أسماء الرجال ، ودرسا في أصول الدين .
وقال : وكنت أعلق جميع ما يتعلق بها من شرح مشكل ووضوح ، عبارة ، وضبط لغة . قال : وبارك الله لي في وقتي واشتغالي وأعانني عليه و . . قال وخطر لي الاشتغال بعلم الطب ، فاشتريت القانون وعزمت على الاشتغال بشئ ، ففكرت في أمري ، ومن أين علي الداخل فألهمني الله تعالى الاشتغال بشئ ، ففكرت في أمري ، ومن أين دخل على الداخل فألهمني الله تعالى أن سببه اشتغالي بالطب ، فبعت في الحال الكتاب المذكور ، وأخرجت من بيتي كل ما يتعلق بالطب ، فاستنار قلبي ، ورجع إلى حالي ، وعدت إلى ما كنت عليه أولا .
قال : وكنت مريضا بالمدرسة الرواحية ، فبينما ، أنا في بعض الليالي ، في الصفة الشرقية منها ، ووالدي وإخوتي وجماعة من أقاربي نائمون إلى جنبي ، إذ نشطني الله تعالى وعافاني من الحمى ، فاشتاقت نفسي ، إلى الذكر ، فجعلت أسبح ، فبينا أنا كذلك بين الجهر والاسرار ، إذا شيخ حسن الصورة جميل المنظر ، يتوضأ على حافة

55

نام کتاب : روضة الطالبين نویسنده : النووي    جلد : 1  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست