responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إعانة الطالبين نویسنده : البكري الدمياطي    جلد : 1  صفحه : 16


علم أنه يكثر استعماله فخففه ، ثم سكنت سينه ، وأتى بهمزة الوصل توصلا وعوضا عن اللام المحذوفة . فوزنه حينئذ : أفع ، فهو من الأسماء المحذوفة الاعجاز ، ويشهد لذلك أنهم اتفقوا على أمور ، منها أن تصغير اسم سمى أصله سميو ، قلبت الواو ياء وأدغمت الياء الأولى فيها . ومنها أن جمعه أسماء ، وأصله أسما وقلبت الواو همزة لتطرفها عقب ألف زائدة . ومنها أن الفعل منه سميت وأسميت وتسميت ، وأصلها سموت وأسموت وتسموت ، قلبت الواو ياء لوقوعها رابعة عقب غير ضم .
( وقوله : لا من الوسم ) وهو العلامة - أي عند البصريين كما علمت ، وأما عند الكوفيين فهو مأخوذ منه . أي من فعله ، وأصله عندهم : وسم بفتح الواو وسكون السين ، فخفف عند أكثرهم بحذف صدره لكثرة الاستعمال وأتى بهمزة الوصل لما مر ، فوزنه على هذا أعل ، فهو من الأسماء المحذوفة الصدر . ومذهبهم أقل إعلالا ، لكن رد بما تقدم من التصغير والجمع .
والفعل ولو كان مأخوذا من الوسم لكان تصغيره وسيما وجمعه أوسام ، والفعل منه وسمت ، وليس كذلك ، كما تقدم . قال بعضهم : إن قول البصريين مبني على أن الله تسمى بأسماء من الأزل ، وقول الكوفيين مبني على أن الأسماء من وضع البشر .
والمذهب الأول أصح ، وهو مذهب أهل السنة . والثاني مذهب أهل الاعتزال ، لأنه يقتضي أنه سبحانه كان في الأزل بلا أسماء وصفات ، فلما خلق الخلق جعلوا له ذلك ، فإذا أفناهم بقي بلا أسماء وصفات . ورد هذا البناء العلامة الصبان في رسالة البسملة ، فقال : ليس في المذهبين ما يقتضي هذا البناء ، وذلك لان جميع الأسماء ألفاظ ، والألفاظ غير أزلية ، بل هي حادثة باتفاق الجمهور من الفريقين . ولهذا حمل قول من قال أسماء الله قديمة على المسامحة . ( قوله : والله علم ) أي بالوضع الشخصي على التحقيق ، لا مسماه معين موجود خارجا . لكن لا يجوز أن يقال ذلك إلا في مقام التعليم حذرا من إيهام معنى الشخص المستحيل ، وهو من قامت به مشخصات ، والواضع هو الله تعالى ، وقيل البشر . واعترض بأن ذات الله لا تدرك بالعقل فكيف وضع لها العلم ؟ . وأجيب بأنه يكفي في الوضع التعقل بوجه ما - كما هنا - فإن الذات أدركت بتعقل صفاتها .
( وقوله : الواجب الوجود ) بيان وتعيين المسمى وليس معتبرا من المسمى ، وإلا لكان المسمى مجموع الذات والصفة ، وليس كذلك . ومعنى كون واجب الوجود : أنه لا يجوز عليه العدم ، فلا يسبقه عدم ، ولا يلحقه عدم . وخرج بذلك واجب العدم كالشريك وجائز الوجود والعدم كالممكن . ويلزم من كونه سبحانه وتعالى واجب الوجود أن يكون مستحقا لجميع المحامد ، وبعضهم صرح به . ( قوله : وأصله إله ) أي أصله الأول إله ، كإمام ، وهو اسم جنس لكل معبود ، أي سواء كان بحق أو باطل ، ثم بعد تعريفه غلب استعماله في الله المعبود بحق غلبة تقديرية ، وهي اختصاص اللفظ بمعنى مع إمكان استعمال في غيره بحسب الوضع ، لكن لم يستعمل فيه بالفعل كما هنا ، فإن لفظ الاله صالح لان يستعمل في غير الله بحسب الوضع لكن لم يستعمل إلا في الله سبحانه وتعالى . ( قوله : ثم عرف بأل ) أي فصار الاله ، ثم حذفت الهمزة الثانية بعد نقل حركتها إلى اللام فصار أللاه ، ثم أدغمت اللام الأولى في الثانية ثم فخمت للتعظيم فصار الله ، ففيه خمسة أعمال ( قوله : وهو الاسم الأعظم عند الأكثر ) واختار النووي رحمه الله أنه الحي القيوم . فإن قيل : إن من شرط الاسم الأعظم أنه إن دعي سبحانه وتعالى به أجاب ، وإذا سئل به أعطى ، وهذا ليس كذلك ، فقد يدعو كثير به ولا يستجاب دعاؤه ؟ فالجواب أن للدعاء آدابا وشروطا لا يستجاب الدعاء إلا بها ، فأولها إصلاح الباطن باللقمة الحلال ، لما قيل : الدعاء مفتاح السماء وأسنانه لقمة الحلال . وآخرها الاخلاص وحضور القلب ، كما قال تعالى : * ( فادعوا الله مخلصين له الدين ) * وكما قال لسيدنا موسى عليه الصلاة والسلام : يا موسى إن أردت أن يستجاب لك دعاؤك فصن بطنك من الحرام وجوارحك عن الآثام . وقال سيدي عبد القادر الجيلاني : الله هو الاسم الأعظم ، وإنما يستجاب لك إذا قلت الله وليس في قلبك غيره . ولهذا الاسم خواص

16

نام کتاب : إعانة الطالبين نویسنده : البكري الدمياطي    جلد : 1  صفحه : 16
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست