responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إعانة الطالبين نویسنده : البكري الدمياطي    جلد : 1  صفحه : 17


وعجائب ، منها أن من داوم عليه في خلوة مجردا بأن يقول الله ، الله ، حتى يغلب عليه منه حال ، شاهد عجائب الملكوت ، ويقول - بإذن الله - للشئ كن فيكون . وذكر بعضهم أن من كتبه في إناء - بحسب ما يسع الاناء - ورش به وجه المصروع أحرق بإذن الله شيطانه . ومن ذكره سبعين ألف مرة في موضع خال عن الأصوات ، لا يسأل الله شيئا إلا أعطيه . ومن قال كل يوم بعد صلاة الصبح هو الله ، سبعا وسبعين مرة ، رأى بركتها في دينه ودنياه ، وشاهد في نفسه أشياء عجيبة . ( قوله : ولم يسم به غيره ) أي بل سمى نفسه به قبل أن يعرفه لخلقه ، ثم أنزله على آدم ليعرفه لهم . ويدل لذلك قوله تعالى : * ( هل تعلم له سميا ) * أي هل تعلم أن أحدا غير الله تسمى بهذا الاسم ؟ . والاستفهام للانكار . ( وقوله : ولو تعنتا ) أي أنه لا يستطيع أحد التسمية به ولو على وجه التعنت ، أي التشدد والتعصب . قال في القاموس : عنته تعنيتا ، أي شدد عليه ، وألزمه ما يصعب عليه أداؤه . ويقال : جاءه متعنتا أي طالبا زلته . انتهى . ويروى أن امرأة سمت ولدها الله فنزلت صاعقة وأحرقته .
( قوله : والرحمن الرحيم صفتان إلخ ) أي مشبهتان بحسب الوضع . ( وقوله : بنيتا ) أي اشتقتا للمبالغة ، أي لأجل إفادتها بحسب الاستعمال لا بحسب الصيغة والوضع . وبما ذك يندفع ما قيل إن كونهما للمبالغة ينافي كونهما صفتين مشبهتين ، لان الصفة المشبهة للدوام وصيغة المبالغة للحدوث والتجدد . ويندفع به أيضا ما قيل إن صيغ المبالغة محصورة في خمسة ، ورحمن ليس منها ، على أن بعضهم منع الحصر المذكور . والمراد بالمبالغة المبالغة النحوية ، وهي قوة المعنى ، أو كثرة أفراده ، لا البيانية وهي أن تثبت للشئ زيادة على ما يستحقه لأنها مستحيلة ، إذ جميع أسمائه في نهاية الكمال . ( وقوله : من رحم ) أي بكسر الحاء بعد نقله من فعل بكسر العين إلى فعل بضمها ، أو بعد تنزيله منزلة اللازم ، فلا يرد ما يقال إن الصفة المشبهة لا تصاغ من المتعدي ، ورحم متعد ، يقال : رحمك الله . وبعضهم أثبت كونه يستعمل لازما مضموم العين ، فيقال رحم كحسن ، ومصدره الرحم كالحسن ، ومنه قوله تعالى : * ( وأقرب رحما ) * فعلى هذا لا حاجة للتنزيل والنقل المارين . ( قوله : والرحمن أبلغ من الرحيم ) استئناف بياني واقع في جواب سؤال مقدر تقديره : لم قدم الرحمن على الرحيم ؟ ومعنى كونه أبلغ أن مدلوله أعظم وأزيد من مدلول الرحيم . وهو مأخوذ من المبالغة لا من البلاغة ، لأنها لا يوصف بها لمفرد . ( وقوله : لان زيادة البناء إلخ ) كما في قطع بالتخفيف وقطع بالتشديد ، وكما في كبار وكبار . ومحل هذه القاعدة إذا وجدت شروط ثلاثة أن يكون ذلك في غير الصفات الجبلية ، فخرج نحو شره ونهم ، لان الصفة الجبلية لا تتفاوت . وأن يتحد اللفظان في النوع ، فخرج نحو حذر وحاذر ، إذ الأول صفة مشبهة والثاني اسم فاعل . ويتحدا في الاشتقاق ، فخرج نحو زمن وزمان ، إذ لا اشتقاق فيهما . ( وقوله : ولقولهم ) أي السلف ، ففيه تصريح بأن هذا ليس بحديث . وقال ابن حجر : إنه حديث ، والمبالغة فيه لشمول الرحمن للدنيا والآخرة ، والرحيم مختص بالآخرة أو الدنيا ، فالأبلغية بحسب كثرة أفراد المرحومين وقلتها ، فهي منظور فيها للحكم . وأما ما جاء في الحديث : يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما فلا يعارض ما ذكر ، لأنه يجوز أن تكون الأبلغية بالنظر للكيف . اه‌ . بجيرمي بتصرف . وفي حاشية الجمل ما نصه : قوله ولقولهم ، لم يقل ولقوله عليه الصلاة والسلام لان كلا مما ذكره غير حديث ، لان حاصل الصيغ التي وردت هنا ست صيغتان : منها حديثان ، وهما : الرحمن رحمن الدنيا والرحيم رحيم الآخرة ، والصيغة الثانية : يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما . وأما بقية الصيغ التي من جملتها ما ذكره الشارح فهي غير أحاديث ، وهي أربع صيغ : يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيم الآخرة ، يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيم الدنيا ،

17

نام کتاب : إعانة الطالبين نویسنده : البكري الدمياطي    جلد : 1  صفحه : 17
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست