فاما لو عزم على أنه يستوطنه بعد مضى سنة فصاعدا لم يصر بذلك العزم وطنا ( 1 ) حتى يبقى منه دون سنة ( وان تعدد ( 2 ) الوطن بان يريد استيطان جهات متباينة فإن ذلك يصح وتصير كلها أوطانا ( و ) اعلم أن دار الوطن ( تخالف دار الإقامة ) من ثلاثة وجوه ودار الإقامة هي ما كانت مدة اللبث فيها مقيدة الانتهاء بغير الموت ( 3 ) * الوجه الأول * ( بأنه يصير وطنا بالنية ( 4 ) ولو لم يحصل دخوله وذلك حيث نوى أنه يستوطنه في مدة مستقبلة فإنه قد صار وطنا بمجرد النية قبل دخوله ودار الإقامة لا يثبت حكمها بمجرد نية الإقامة فيها بل لابد مع النية من الدخول فيها وفائدة هذا الاختلاف أنه لو مر بالمكان الذي قد نوى استيطانه في مدة مستقبلة ولما تنقض وهو قاصد إلى جهة خلفه فإنه يتم صلاته فيه بخلاف دار الإقامة فيقصر * الوجه الثاني * قوله ( قيل و ) تخالفه ( بان ) من خرج من وطنه إلى جهة فإنه ( لا يقصر ) صلاته إذا خرج ( منه الا ) أن تكون المسافة التي يريد قطعها مساوية ( لبريد ( 5 )