يجد الماء كحد الغسل لمن وجد الماء كما قال الله سبحانه حين يقول : ( يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين ) فأوجب سبحانه غسل الوجه كله ، من مقاص الشعر إلى حد الاذنين إلى اللحيين إلى الذقن ، وأوجب غسل اليدين إلى المرفقين ، ومعنى قوله إلى المرافق فهو حتى المرافق ، فأراد بقوله فاغسلوا وجوهكم وأيديكم حتى المرافق ، فقامت إلى مقام حتى ، وكذلك قوله إلى الكعبين أراد حتى الكعبين ، وهذه الحروف التي تدعا حروف الصفات يقوم بعضها مقام بعض وتجزي بعضها عن بعض وفي ذلك ما يقول الشاعر . شربن بماء البحر ثم ترفعت لدى لجج خضر لهن نئيج فقال : لدى لجج وإنما أراد على لجج ، فقامت لدى مقام على ، والشاهد لذلك قول الله سبحانه فيما عبر من قول فرعون حين يقول سبحانه ويحكي عنه من قوله : ( ولأصلبنكم في جذوع النخل ) [53] وإنما أراد على جذوع النخل ، فقامت في مقام على . فيجب على المتيمم إذا أراد التيمم أن يعتمد الصعيد الطيب الطاهر الذي لا قذر فيه ولا درن ، فيضرب بيديه مصفوفتين على الصعيد الطيب ضربتين ، ضربة لوجهه ، وضربة لذراعيه ، يمسح بالأولى وجهه ، ثم يمسح في الآخرة بيده اليسرى من أظافير يده اليمنى إلى أن يجوز مرفقها ، ثم يرد كفه اليسرى على باطن ذراعه اليمنى ، ثم يمسح بما في كفه اليمنى من الصعيد يده اليسرى على ما فعل باليمنى . حدثني أبي عن أبيه قال : حدثني أبو بكر بن أبي أويس عن