نام کتاب : حاشية رد المحتار نویسنده : ابن عابدين جلد : 1 صفحه : 7
والله أعلم على الذات العلية المستجمعة للصفات الحميدة كما قاله السعد وغيره ، أو المخصوصة : أي ، بلا اعتبار صفة أصلا كما قاله العصام . قال السيد الشريف : كما تاهت العقول في ذاته وصفاته لاحتجابها بنور العظمة تحيرت أيضا في اللفظة الدالة على الذات ، كأنه انعكس إليها من تلك الأنوار أشعة فبهرت أعين المستبصرين ، فاختلفوا أسرياني هو أم عربي ؟ اسم أو صفة ؟ مشتق [1] أو علم أو غير علم ؟ والجمهور على أنه عربي علم مرتجل من غير اعتبار أصل منه ، ومنهم أبو حنيفة ومحمد بن الحسن والشافعي والخليل . وروي هشام عن محمد عن أبي حنيفة أنه اسم الله الأعظم ، وبه قال الطحاوي وكثير من العلماء وأكثر العارفين ، حتى إنه لا ذكر عندهم لصاحب مقام فوق الذكر به كما في شرح التحرير لابن أمير حاج . والرحمن لفظ عربي ، وقيل معرب عن رخمان بالخاء المعجمة لانكار العرب حين سمعوه . ورد بأن إنكارهم له لتوهمهم أنه غيره تعالى في قوله تعالى : ( قل ادعوا الله ادعوا الرحمن ) [ الاسراء : 110 ] وذهب الأعلم إلى أنه علم كالجلالة لاختصاصه به تعالى وعدم إطلاقه على غيره تعالى معرفا ومنكرا ، وأما قوله في مسيلمة : وأنت غيث الورى لا زلت رحمانا فمن تعنته وغلوه في الكفر واختاره في المغني . قال السبكي : والحق أن المنع شرعي لا لغوي ، وأن المخصوص به تعالى المعرف . والجمهور على أنه صفة مشبهة ، وقيل صيغة مبالغة ، لان الزيادة في اللفظ لا تكون إلا لزيادة على زيادته وإلا كانت عبثا ، وقد زيد فيه حرف على الرحيم وهو يفيد المبالغة بصيغته ، فدلت زيادته على زيادته عليه في المعني كما ، لان الرحمانية تعم المؤمن والكافر ، والرحيمية تخص المؤمن ، أو كيفا ، لان الرحمن المنعم بجلائل النعم ، والرحيم المنعم بدقائقها . والظاهر أن الوصف بهما للمدح ، فيه إشارة إلى لمية الحكم ، أي ، إنما افتتح كتابه باسمه تعالى متبركا مستعينا به لأنه المفيض للنعم كلها ، وكل من شأنه ذلك لا يفتتح إلا باسمه . وهل وصفه تعالى بالرحمة حقيقة أو مجازا عن الانعام أو عن إرادته ، لأنها من الاعراض النفسانية المستحيلة عليه تعالى فيراد غايتها ؟ المشهور الثاني . والتحقيق الأول لا الرحمة التي هي من الاعراض هي القائمة بنا ، ولا يلزم كونها في حقه تعالى كذلك حتى تكون مجازا كالعلم والقدرة والإرادة وغيرها من الصفات معانيها القائمة بنا من الاعراض ، ولم يقل أحد إنها في حقه تعالى مجاز ، وتمام تحقيقه مع فوائد أخر في حواشينا على شرح المنار للشارح . قوله : ( حمدا ) مفعول مطلق لعامل محذوف وجوبا . والحمد لغة : الوصف بالجميل على الجميل الاختياري على جهة التعظيم والتبجيل . وعرفا : فعل ينبئ عن تعظم المنعم بسبب إنعامه ، فالأول أخص موردا إذ الوصف لا يكون إلا باللسان ، وأعم متعلقا لأنه قد يكون لا بمقابلة نعمة ، والثاني بعكسه ، فبينها عموم وجهي .
[1] قوله : ( مشتق ) الظاهر أن معادله ساقط من قلمه : أي أو جامد ، كما يظهر أيضا أن الخلاف في الارتجال ساقط بشقيه ، وقوله من غير اعتبار أصل منه الظاهر أن كلمة منه محرفة من فيه ، تأمل ا ه مصححه .
7
نام کتاب : حاشية رد المحتار نویسنده : ابن عابدين جلد : 1 صفحه : 7