نام کتاب : حاشية رد المحتار نویسنده : ابن عابدين جلد : 1 صفحه : 6
قوله ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ابتدأ بها عملا بالأحاديث الواردة في ذلك ، والاشكال في تعارض روايات الإبتدأ بالبسملة والحمدلة ، وكذا التوفيق بينهما بحمل الإبتدأ على العرفي أو الإضافي ، وكذا ما أورد من الاذان ونحوه مما لم يبدأ بهما فيه . والجواب عنه بأن المراد في الروايات كلها ابتدأ بإحدهما أو بما يقوم مقامه ، أو بحمل المقيد على المطلق ، وهو رواية ( بذكر الله ) عند من جوز ذلك ، ثم الباء لفظ خاص حقيقة في الالصاق مجاز في غيره من المعاني لا مشترك بينها لترجح المجاز على الاشتراك موضوع بالوضع العام للموضوع له الخاص عند العضد وغيره ، أي لكل واحد من المشخصات الجزئية الملحوظة بأمر كلي ، وهو مطلق الالصاق بحيث لا يفهم منه إلا واحد بخصوصه . والالصاق ، تعليق شئ بشئ وإيصاله به ، فيصدق بالاستعانة والسببية لإلصاقك الكتابة بالقلم وبسببه كما في التحرير . ولما كان مدلول معنى حاصلا في عيره لا يتعلق ذهنا ولا خارجا إلا بمتعلقه اشترط له المتعلق المعنوي وهو الالصاق ، والنحوي وهو هنا ما جعلت التسمية مبدأ له ، فيفيد تلبس الفاعل بالفعل حال الالصاق ، والمراد الالصاق على سبيل التبرك والاستعانة . والأولى تقدير المتعلق مؤخرا ليفيد قصد الاهتمام باسمه تعالى ، ردا على المشترك المبتدئ باسم آلهته اهتماما بها لا للاختصاص لان المشرك لا ينفي التبرك باسمه تعالى ، وليفيد اختصاص ذلك باسمه تعالى ردا على المشرك أيضا وإظهارا للتوحيد ، فيكون قصر إفراد ، وإنما قدم في قوله تعالى : ( أقرأ باسم ربك ) لان العناية بالقراءة أولى بالاعتبار ، ليحصل ما هو المقصود من طلب أصل القراءة ، إذ لو أخر لأفاد أن المطلوب كون القراءة مفتتحة باسم الله تعالى لا باسم غيره ، ثم هذه الجملة خبرية لفظا ، وهل هي كذلك معنى أو إنشائية معنى ؟ ظاهر كلام السيد الثاني ، والمقصود إظهار إنشاء التبرك باسمه تعالى وحده ردا على المخالف إما على طريق النقل الشرعي كبعت واشتريت ، أو على إرادة اللازم ك ( رب اني وضعتها أنثى ) [ آل عمران : 36 ] فإن المقصود بها إظهار التحسر لا الاخبار بمضمونها ، وهل تخرج بذلك الجملة الخبرية عن الاخبار أو لا ؟ ذهب الزمخشري إلى الأول ، وعبد القاهر إلى الثاني ، وسيأتي في الحمدلة لذلك مزيد بيان . وأورد أنها لو كانت إنشائية لما تحقق مدلولها خارجا بدونها ، والتالي باطل فالمقدم مثله ، إذ السفر والاكل ونحوهما مما ليس بقول لا يحصل بالبسملة ، وأجيب ، بأنها إذا كانت لانشاء إظهار التبرك أو الاستعانة باسمه تعالى وحده على ما قلنا فلا شك أنه إنما تحقق بها ، كما أن إظهار التحزن والتحسر إنما تحقق بذلك اللفظ ، فإن الانشاء قسمان : منه ما لا يتحقق مدلوله الوضعي بدون لفظه ، . منه ما لا يتحقق مدلوله الالتزامي بدونه ، وما نحن فيه من قبيل الثاني ثم إن المراد بالاسم هنا ، ما قابل الكنية واللقب ، فيشمل الصفات حقيقة ، أو إضافية أو سلبية ، فيدل على أن التبرك والاستعانة بجميع أسمائه تعالى .
6
نام کتاب : حاشية رد المحتار نویسنده : ابن عابدين جلد : 1 صفحه : 6