نام کتاب : حاشية رد المحتار نویسنده : ابن عابدين جلد : 1 صفحه : 24
إحداهما من الألفاط أو أكثره مثل ما يقابله من الأخرى في الوزن والتفقية . والجناس اللاحق وهو اختلاف اللفظين المتجانسين في حرفين ، غير متقاربين ولزوم ما لا يلزم ، وهو هنا الاتيان بالصاد قبل الألف في الانصاف والأوصاف ، وقد أتى بهاتين الفقرتين المصنف في المنح وابن الشحنة في شرح الوهبانية ، وسبقهما إلى ذلك ابن مالك في التسهيل . قوله : ( ألا ) أداة استفتاح يستفتح بها الكلام . قوله : ( حسك ) بفتحتين : شوك السعدان . والسعدان : نبت من أفضل مراعي الإبل كما في القاموس . ح . وهذا من التشبيه البليغ ، فهو على حذف الأداة ، أو تجرى فيه استعارة على طريقة السعد ط : وبين الحسد وحسك : الجناس اللاحق أيضا . قوله : ( من تعلق هلك ) يشير إلى وجه الشبه ، فإن الحسد إذا تعلق بإنسان أهلكه لأنه يأكل حسناته ط . وظاهره ، أن الضمير في تعلق للحسد لا لمن ، والأنسب إرجاعه لمن . قوله : ( وكفى للحاسد الخ ) كفى فعل ماض ، واللام في للحاسد زائدة في المفعول به على غير قياس ، وذما تمييز ، وتمييز كفى غير محول عن شئ كما ذكره الدماميني في شرح التسهيل ، ومثله : امتلأ الكوز ماء ، وآخر بالرفع فاعل كفى ، ولم يزد الباء في فاعلها لأنه غير لازم بل غالب ، بخلاف زيادتها في فاعل أفعل في التعجب فإنها لازمة ، لكن قال الدماميني : إن كان كفى بمعنى أجزأ وأغني أو بمعنى وقي لم تزد الباء في فاعلها ، هكذا قيل . ولم أر من أفصح عن معنى كفى التي تغلب زيادة الباء في فاعلها . وفي كلام بعضهم ما يشير إلى أنها قاصرة لا متعدية ، وفي كلام بعضهم خلاف ذلك اه . فافهم . وجه الذم أنه تعالى أسند إليه الشر وأمر نبيه ( ص ) بالاستعاذة منه ، وأي ذم أعظم من ذلك . قوله : ( في اضطرامه ) متعلق بكفى أو بمحذوف حال من الحاسد ، أو في للتعليل كما في حديث ( إن امرأة دخلت النار في هرة حبستها ) أو بمعنى مع كما في ( ادخلوا في أمم ) [ الأعراف : 38 ] والإضطرام كما قال ح عن جامع اللغة : اشتعال النار فيما يسرع اشتعالها فيه . قال ط : شبه شدة تحسر لفوات غرضه بالإشتعال . قوله : ( بالقلق ) هو بالتحريك : الانزعاج . قاموس . قوله : ( لله در الحسد ) في الرضي : الدر في الأصل ما يدر : أز ما ينزل من الضرع من اللبن ومن الغيم من المطر ، وهو هنا كناية عن فعل الممدوح الصادر عنه ، وإنما نسب فعله لله تعالى قصدا للتعجب منه ، لان الله تعالى منشئ العجائب ، وكل شئ عظيم يريدون التعجب منه ينسبونه إليه تعالى ويضيفونه إليه ، فمعنى لله دره : ما أعجب فعله وفي القاموس : وقولهم ولله دره : أي عمله ، كذا في حواشي الجامي للمولى عصام . ثم قال : فقول الشرح : يعني الجامي لله خيره بجعل الدر كناية عن الخير لا يوافق تحقيق اللغة اه . ابن عبد الرزاق . قوله : ( ما أعدله الخ ) تعجب ثان متضمن لبيان منشأ التعجب . وفي الرسالة القشيرية قال معاوية رضي الله عنه : ليس في خلال الشر خلة أعدل من الحسد ، تقتل الحاسد غما قبل المحسود اه . لكن شرطه ما قال الشاعر دع الحسود وما يلقاه من كمده * كفاك منه لهيب النار في كبده إن لمت ذا حسد نفست كربته * وإن سكت فقد عذبته بيده وقال آخر وقد أجاد :
24
نام کتاب : حاشية رد المحتار نویسنده : ابن عابدين جلد : 1 صفحه : 24