responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حاشية رد المحتار نویسنده : ابن عابدين    جلد : 1  صفحه : 23


وقال آخر نسيت وعدك والنسيان مغتفر * فاعفر فأول ناس أول الناس وقيل لأنسه بأمثاله أو بربه تعالى ، قال الشاعر :
وما سمي الانسان إلا لأنسه * ولا القلب إلا أنه يتقلب قوله : ( والخطأ ) هو إن يقصد بالفعل غير المحل الذي يقصد به الجناية كالرمي إلى الصيد فأصاب آدميا . تحرير . وفي القاموس : الخطأ ضد الصواب ، ثم قال : والخطأ ما لم يتعمد . قوله :
( من شعائر الادمية ) الشعائر : العلامات كما في القاموس ح . قال في معراج الدراية : وشرعا ما يؤدي من العبادات على سبيل الاشتهار كالاذان والجماعة والجمعة وصلاة العيد والأضحية . وقيل : هي ما جعل علما على طاعة الله تعالى اه‌ . قال ط : وإنما عبر بها هنا وفيما تقدم بخصائص ، لان النسيان من خصائص الانسان ، والخطأ والزلل يكون منه ومن غيره حتى من الملائكة ، كما وقع لإبليس بناء على أنه منهم ، ولهاروت وماروت على ما قيل ، كقولهم ( أتجعل فيها من يفسد فيها ) وكنظر بعض الملائكة إلى مقامه في العبادة . وأما الجن فذلك أكثر حالهم . قوله : ( واستغفر الله ) أي أطلب منه ستر ذنبي ، كأنه أتى به لان ما ذكره قبله فيه نوع تبرئة للنفس وهو مما لا ينبغي ، بل الأولى هضم النفس بالخطإ والنسيان وإن كانا من لوازم الانسان . قوله : ( مستعيذا ) حال من فاعل أستغفر والعوذ : الالتجاء كالعياذ والمعاذة والتعود والاستعاذة . والعوذ : بالتحريك الملجأ كالمعاذ والعياذ .
قاموس . قوله : ( من حسد ) هو تمني زوال نعمة المحسود ، سواء تمنى انتقالها إليه أو لا . ويطلق على الغبطة مجازا ، وهي تمنى مثل تلك النعمة من غير إرادة زوالها عن صاحبها ، وهو غير مذموم ، بخلاف الأول ، لأنه يؤدي إلى الاعتراض على الله تعالى ، ولذا قال عليه الصلاة والسلام : ( إياكم والحسد ، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ) وسماه عليه الصلاة والسلام حالقة الدين لا حالقة الشعر . وقال تعالى : ( ومن شر حاسد إذا حسد ) [ الفلق : 6 ] والحاسد ظالم لنفسه ، حيث أتعب نفسه وأحزنها وأوقعها في الاثم ، لغيره ، حيث لم يحب له ما يحب لنفسه ، ولذا قال أبو الطيب وأظلم أهل الأرض من كان حاسدا * لمن بات في نعمائه يتقلب قوله : ( يسد باب الانصاف ) صفة تأكيدية ، لان حقيقة الحسد مشعرة بها ، إذ الانصاف هو الجري على سنن الاعتدال والاستقامة على طريق الحق ، وهذا الوصف لا يتأتى وجوده مع الحسد ، والغرض من الاتيان بهذا الوصف التأكيدي النداء على كمال بشاعة الحد وتقرير ذمه والتنفير عنه ، ولا يخفي ما فيه من الاستعارة المكنية والتخييلية والترشيح . قوله : ( ويرد ) أي يصرف صاحبه عن جميل الأوصاف : أي عن الاتصاف بالأوصاف الجميلة أو عن رؤيتها في المحسود فلا يرى الحاسد له جميلا ، لما أن عين السخط تبدي المساويا . ورد يتعدى بنفسه ، ويتعدى بعن إلى مفعول ثان وإن لم يذكره في القاموس ، فمن شواهد النحاة قول الشاعر :
أكفرا بعد رد الموت عني * وبعد عطائك المائة الرتاعا وهذه الفقرة بمعنى التي قبلها ، وفي الفقرتين من أنواع البديع الترصيع ، وهو أن يكون ما في

23

نام کتاب : حاشية رد المحتار نویسنده : ابن عابدين    جلد : 1  صفحه : 23
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست