responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حاشية رد المحتار نویسنده : ابن عابدين    جلد : 1  صفحه : 25


اصبر على كيد الحسود * فإن صبرك يقتله النار تأكل بعضها * إن لم تجد ما تأكله قوله : ( وما أنا الخ ) البيت من المنظومة الوهبانية ، قال شارحها العلامة عبد البر بن الشحنة :
لكيد الخديعة والمكر ، والحسود فعول من الحسد فيه مبالغة في معنى الحاسد . والامن : المطمئن ، ولا جاهل عطف على الحسود : يعني ، ولا من كيد جاهل ، ويزري بفتح التحتية من زرى عليه : إذا عابه واستهزأ به وأنكر عليه ولم يعده شيئا أو تهاون به ، ويجوز ضمها من أزرى . قال في القاموس :
لكنه قليل وتزري وأزرى بأخيه : أدخل عليه عيبا أو أمرا يريد أن يلبس عليه به . ولا يتدبر عطف عليه : أي لا يتفكر في عواقب الأمور . وسبب هذا البيت أنه ابتلى بما ابتليت به من حسد الحاسدين وكيد المعاندين ، والله المسؤول أن يجعل كيدهم في نحرهم ، فبعضهم استكثره عليه ، والبعض قال : إنه مسبوق إليه اه‌ . ملخصا . قوله : ( هم يحسدوني ) أصله يحسدونني حذفت إحدى النونين تخفيفا اه‌ . ح . وشر أفعل تفضيل حذفت همزته لكثرة الاستعمال كما حذفت من خير وإثباتها لغة قليلة أو رديئة كما في القاموس ، وكلهم بالجر تأكيد للناس لإفادة الشمول .
ولا يقال الكافر شر ممن لم يحسد ، فكيف يكون من لم يحسد شرا منه ؟ لأنا نقول : هو من جملة من لم يحسد ، بل ليس له ما يحسد عليه ، لقوله تعالى : ( أيحسبون أنما نمدهم به ) [ المؤمنون : 55 ] الآية ، فافهم . وفي الناس بمعنى معهم ، ويوما ظرف لعاش وغيره بالنصب حال . وقد أوتي الشارح بهذا البيت تبعا لابن الشحنة تسلية للنفس ، فإن الحسد لا يكون إلا لذوي الكمال المتصفين بأكمل الخصال ، وفي معناه ما ينسب إلى علي كرم الله وجهه إن يحسدوني فإني غير لائمهم * قبلي من الناس أهل الفضل قد حسدوا فدام بي وبهم ما بي وما بهم * ومات أكثرنا غيظا بما يجد قوله : ( إذ لا يسود ) أي لا يصير ذا سؤدد وفخار ، وأصله يسود كينصر ، نقلت حركت الواو إلى الساكن قبلها فسكنت الواو ، وهذا علة لمفهوم وشر الناس ، لأنه إذا كان شر الناس من لم يحسد نتج أن خيرهم من يحسد ، وإنما كان ذلك سببا في سيادته ، لان المدح يترتب عليه الرياسة والسؤدد والقدح فيه يترتب عليه الحلم والتحمل والصفح ، وذلك في السيادة أيضا . اه‌ . ط .
قلت : والحسود أيضا سبب في السيادة من حيث إنه سبب لنشر ما انطوى من الفضائل ، كما قال القائل :
وإذا أراد الله نشر فضيلة * طويت أتاح لها لسان حسود قوله : ( سيد ) أصله سيود اجتمعت الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون فقلبت الواو ياء وأدغمت في الياء ، قيل إنه لا يطلق إلا على الله تعالى ، لما روي ( أنه عليه الصلاة والسلام لما قالوا

25

نام کتاب : حاشية رد المحتار نویسنده : ابن عابدين    جلد : 1  صفحه : 25
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست