responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حاشية رد المحتار نویسنده : ابن عابدين    جلد : 1  صفحه : 14


من عطف الانشاء على الانشاء لفظا أو معنى وحذف معموله لدلالة ما قبله عليه : أي وسلم عليه ، ومصدره التسليم ، واسم مصدره السلامة ، ومعناه : السلامة من كل مكروه . قال الحموي : وجمع بينهما خروجا من خلاف من كره إفراد أحدهما عن الاخر ، وإن عندنا لا يكره كما صرح به في منية المفتي ، وهذا الخلاف في حق نبينا ( ص ) وأما غيره من الأنبياء فلا خلاف فيه ، ومن ادعاه فعليه أن يورد نقلا صريحا ، ولا يجد إليه سبيلا . كذا في شرحه العلامة ميرك على الشمائل اه‌ . أقول : وجزم العلامة ابن أمير حاج في شرحه على التحرير بعدم صحة القول بكراهة الافراد ، واستدل عليه في شرحه المسمى [ حلبة المجلي في شرح منية المصلى ] بما في سنن النسائي بسند صحيح في حديث القنوت ( وصلى الله على النبي ) ثم قال : مع أن في قوله تعالى : ( وسلام على المرسلين ) [ الصافات : 181 ] ( وسلام على عباده الذين اصطفى ) [ النمل : 59 ] إلى غير ذلك أسوة حسنة اه‌ . وممن رد القول بالكراهة العلامة ملا على القاري في شرح الجزرية ، فراجعه . قوله :
( وعلى آله ) اختلف في المراد بهم في مثل هذا الموضع ، فالأكثرون أنهم قرابته ( ص ) الذين حرمت عليهم الصدقة على الاختلاف فيهم . وقيل : جمع أمة الإجابة ، وإليه مال مالك ، واختاره الأزهري والنووي في شرح مسلم . وقيل غير ذلك . شرح التحرير . وذكر القهستاني أن الثاني مختار المحققين . قوله : ( وصحبه ) جمع صاحب ، وقيل اسم جمع له . قال في شرح التحرير : والصحابي عند المحدثين وبعض الأصوليين : من لقى النبي ( ص ) مسلما ومات على الاسلام ، أو قبل النبؤة ومات قبلها على الحنيفية كزيد بن عمرو بن نفيل ، أو ارتد وعاد في حياته . وعند جمهور الأصوليين : من طالت صحبته متبعا له مدة يثبت معها إطلاق صاحب فلان عرفا بلا تحديد في الأصح اه‌ . وظاهره ، أن من ارتد ثم أسلم تعود صحبته وإن لم يلقه بعد الاسلام ، وهذا ظاهر على مذهب الشافعي من أن المرتد لا يحبط عمله ما لم يمت على الردة . أما عندنا فبمجرد الردة يحبط العمل . والصحبة من أشرف الأعمال ، لكنهم قالوا ، إنه بالاسلام تعود أعماله مجردة عن الثواب ولذا ، لا يجب عليه قضاؤه سوى عبادة بقي سببها كالحج وكصلاة صلاها فارتد فأسلم في وقتها .
وعلى هذا فقد يقال : تعود صحبته مجردة عن الثواب ، وقد يقال : إن أسلم في حياة النبي ( ص ) لا تعود صحبته ما لم يلقه لبقاء سببها ، فتأمل . قوله : ( الذين حازوا ) أي جمعوا . قوله : ( من منح الخ ) فيه صناعة التوجيه حيث ذكر أسماء الكتب وهي : المنح للمصنف ، والفتح شرح الهداية للمحقق ابن الهمام والكشف شرح المنار للنفسفي ، والفيض للكركي والوافي متن الكافي [1] للنفسفي ، والحقائق شرح منظومة النسفي . وفيه حسن الابهام بذكر ما له معنى قريب ومعنى بعيد ، وأراد المعنى بعيد وهو المعاني اللغوية هنا دون الاصطلاحية لأهل المذهب : أي ، حازروا عن عطايا فتح باب كشف : أي ، إظهار فيض : أي كثير ، فضلك : إي ، إنعامك ، الوافي : أي ، التام ، حقائقا : أي أمورا محققة ، وبهذه اللطافة يغتفر ما فيه من تتابع الإضافات الذي عد مخلا بالفصاحة ، إلا إذا لم يثقل على اللسان فإنه يزيد الكلام ملاحة ولطافة ، فيكون من أنواع البديع ، ويسمى الاطراد كقوله تعالى ( ذكر رحمة ربك ) وقوله تعالى كدأب آل فرعون ) .



[1] لعله الوافي شرح متن الكافي أو نحو ذلك ويحرر ، ا ه‌ مصححه .

14

نام کتاب : حاشية رد المحتار نویسنده : ابن عابدين    جلد : 1  صفحه : 14
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست