نام کتاب : حاشية رد المحتار نویسنده : ابن عابدين جلد : 1 صفحه : 13
والشرح بمعنى الشارح : أي المبين والكاشف ، أو جعل الألفاظ شرحا مبالغة . قوله : ( المختصر ) الاختصار : تقليل اللفظ وتكثير المعنى ، وهو الايجاز كما في المفتاح . قوله : ( تجاه ) في القاموس : وجاهك وتجاهك مثلثين تلقاء وجهك . قوله : ( منبع الشريعة ) أي محل نبعها وظهورها ، شبه الظهور بالنبع ثم اشتق من النبع بمعنى الظهور : منبع بمعنى مظهر ، فهو استعارة تصريحية ، أو شبه الشريعة بالماء والمنبع تخييل ، فهو استعارة بالكناية ، والمعنى وجه صاحب منبع الشريعة قوله ( والدرر ) أي الفوائد الدنيوية والأخروية الشبيهة بالدرر في النفاسة والانتفاع ، فهو استعارة تصريحية ، وعطفه على الشريعة من عطف العام على الخاص ، وفيه إيهام لطيف بكتاب الدرر . قوله : ( وضجيعيه ) عطف على منبع تثنية ضجيع بمعنى مضاجع : وهو من يضطجع بحذاء آخر بلا فاصل ، وأطلق عليهما ضجيعين لقربهما منه ( ص ) ط . قوله : ( الجليلين ) أي العظيمين . قوله ، ( بعد الاذان ) متعلق بقوله يسرت ) أو ابتداء ، وكان الاذن للشارح حصل منه ( ص ) صريحا برؤية منام أو بإلهام ، وببركته ( ص ) فاق هذا الشرح على غيره كما فاق متنه ، حيث رأى المصنف النبي ( ص ) فقام له مستقبلا واعتنقه عجلا ، وألقمه عليه الصلاة والسلام لسانه الشريف كما حكاه في المنح ، فكل من المتن والشرح من آثار بركته ( ص ) فلا غرو إن شاء ذكرهما ، وفاق وعم نفعهما في الآفاق . قوله : ( ص ) فعل ماض : قياس مصدره التصلية ، وهو مهجور لم يسمع . هكذا غير واحد ويؤيده قول القاموس : صلى صلاة لا تصلية : دعا اه . ويرده ما أنشد ثعلب : تركت القيان وعزف القيان * وأدمنت تصلية وابتهالا القيان : جمع قنية وهي الأمة ، وعزفها : أصواتها . قال : والتصلية من الصلاة ، وابتهالا من الدعاء اه . وقد ذكره الزوزني في مصادره . وفي القهستاني : الصلاة اسم من التصلية وكلاهما مستعمل ، بخلاف الصلاة بمعنى أداء الأركان فإن مصدره لم يستعمل كما ذكره الجوهري . والجمهور على أنها حقيقة لغوية في الدعاء مجاز في العبادة المخصوصة كما حققه السعد في حواشي الكشاف ، وتمامه في حاشية الأشباه للحموي . وفي التحرير : هي موضوعة للاعتناء بإظهار الشرف ، ويتحقق منه تعالى بالرحمة عليه ومن غيره بالدعاء ، فهي من قبيل المشترك المعنوي ، وهو أرجح من المشترك اللفظي ، أو هي مجاز في الاعتناء المذكور اه . وبه اندفع الاستدلال بقوله تعالى ( إن الله وملائكته يصلون على النبي ) [ الأحزاب : 56 ] الآية على جواز الجمع بين معنى المشترك اللفظي ، ولما فيها من معنى العطف عديت بعلى للمنفعة وإن كان المعتدي بها للمضرة ، بناء على أن المترادفين لابد من جريان أحدهما مجرى الاخر ، وفيه خلاف عند الأصوليين . والجملة خبرية لفظا ، منقولة إلى الانشاء ، أو مجاز فيه بمعنى اللهم صل ، إذ المقصود إيجاد الصلاة امتثالا للامر . قال القهستاني : ومعناها الثناء الكامل ، إلا أن ذلك ليس في وسعنا ، فأمرنا أن نكل ذلك إليه تعالى كما في شرح التأويلات . مطلب أفضل صيغ الصلاة وأفضل العبارات على ما قال المرزوقي : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد . وقيل هو التعظيم : فالمعنى : اللهم عظمه في الدنيا بإعلاء ذكره وإنفاذ شريعته ، وفي الآخرة ، بتضعيف أجره وتشفيعه في أمته كما قاله ابن الأثير اه . وعطف قوله ( وسلم ) بصيغة الماضي ، ويحتمل صيغة الامر
13
نام کتاب : حاشية رد المحتار نویسنده : ابن عابدين جلد : 1 صفحه : 13