نام کتاب : تحفة الفقهاء نویسنده : السمرقندي جلد : 1 صفحه : 344
برمضان صوم شوال ستة أيام تطوعا ، وروي عن مالك أنه قال : يكره ذلك ، وما رأيت أحدا من أهل العلم والفقه يصوم ذلك ، ولم يبلغنا من السلف ، وكانوا يكرهون ذلك ، لما ذكرنا . وكذلك يكره صوم الوصال ، وهو أن يصام في كل يوم ، دون ليلته ، وهو صوم الدهر الذي ورد النهي عنه ، لقوله عليه السلام : لا صيام لمن صام الدهر . ومعنى الكراهة أنه يضعف عن أداء العبادات وعن الكسب الذي يحتاج إليه في الجملة ، ولهذا أشار النبي عليه السلام لما نهى عن صوم الوصال فقيل له : إنك تواصل فقال : إني لست كأحدكم : إني أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني . وأما صوم يوم الاثنين وحده ، وكذا صوم يوم الخميس وحده ، وكذا صوم يوم الجمعة وحده ، فإنه لا يكره ، وقال بعضهم : يكره ، لأنه خص هذه الأيام من بين سائرها . وعامة العلماء قالوا : بل هو مستحب ، لان لهذه الأيام فضيلة ، فكان تعظيمها بالصوم مستحبا ، وإنما يكره إذا كان فيه تشبه بغير أهل القبلة ، ولم يوجد في هذه الصيامات . وأما صوم وإفطار يوم : فهو مستحب على ما روي أنه صوم داود عليه السلام : كان يفطر يوما ويصوم يوما . وصوم الأيام البيض مستحب وسنة ، لكثرة الأحاديث فيه . وأما صوم الفرض فنوعان عين ودين فالعين هو صوم رمضان . وصوم الدين هو سائر الصيامات من : قضاء رمضان ، والكفارات ، والنذور المطلقة ، ونحوها ، فسائر الأيام وقت لها ، سوى خمسة أيام : يوم
344
نام کتاب : تحفة الفقهاء نویسنده : السمرقندي جلد : 1 صفحه : 344