( لا سبق إلا في حافر أو نصل ) ، وأضاف إليه ( أو جناح ) لعلمه بحب الخليفة الحمام ، فأمر المهدي له بعشرة آلاف درهم . فلما قام غياث ، قال المهدي : ( أشهد أن قفاك قفا كذاب على رسول الله ، ما قال ( ص ) جناح ، ولكنه أراد أن يتقرب إلي ) [1] . وجاء عن أبي البحتري وهب بن وهب قاضي بغداد إنه دخل على هارون الرشيد وكان الخليفة يطير الحمام ، فقال له : هل تحفظ في هذا شيئا ؟ فقال أبو البحتري : نعم ، حدثني هشام عن عروة عن أبيه ، إن النبي كان يطير الحمام [2] ! نحن لا نريد أن نحصي الأحاديث الموضوعة لهوى السلطان ، وهي كثيرة ، لكن ولأجل تعميم الفائدة نذكر أسماء بعض الوضاعة الذين كانوا يضعون الحديث تقوية للسنة ! 1 - جاء عن نعيم بن حماد بن معاوية ، المتوفى سنة 227 ، إنه كان ماهرا في وضع الحديث ، متجرئا على مقام صاحب الرسالة ، وقيل عنه إنه : ( كان يضع الحديث في تقوية السنة ) [3] . 2 - أحمد بن عمرو بن مصعب بن بشر : كان من الوضاعين ومن أهل السنة المجودين ، وضع كتبا في تقوية السنة ، كلها موضوعة ومنتشرة عند الخراسانيين في عصره ، وكان معروفا في نصرة السنة بوضع الأحاديث الكاذبة عن الثقاة [4] . 3 - علي بن أحمد بن محمد بن عمرو : كان شديد العصبية في السنة ، يضع الأحاديث في نصرتها وقالوا عنه إنه تاب ولازم الثقة والصيانة [5] . 4 - أحمد بن عبد الأنصاري : كان من الوضاعين لنصرة السنة ، وهو واضع
[1] تاريخ بغداد 12 : 324 . [2] تاريخ بغداد 13 : 484 ، وفيات الأعيان 2 : 182 . [3] انظر : تذكرة الحفاظ 2 : 418 - 420 ، تهذيب الكمال 29 : 479 . [4] تاريخ بغداد 5 : 73 . [5] انظر : شذرات الذهب 3 : 226 .