responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وضوء النبي ( ص ) نویسنده : السيد علي الشهرستاني    جلد : 1  صفحه : 14


لها ( ص ) وهي معه في طريق الحج وقد رآها تبكي : ( ما لك أنفست ؟ ) قالت :
نعم ، فقال ( ص ) : ( إن هذا أمر كتبه الله علي بنات آدم فاقضي ما يقضي الحاج ) [1] .
وقال ( ص ) قريبا من هذا الحديث لأم سلمة [2] .
كذلك نلاحظ أن أبا هريرة يحدث عن رسول الله أنه قال : ( خلق الله التربة يوم السبت ، وخلق فيها الجبال يوم الأحد ، وخلق الشجر يوم . . . حتى يعد خلق العالم في سبعة أيام ) [3] وهو مخالف لصريح القرآن الذي جاء في سبع آيات من سبع سور منه بأنه سبحانه خلق العالم في ستة أيام [4] .
وبناء على ذلك فقد عرفنا بأن مناقشة دلالة النص ظاهرة عمل بها السلف ودعا إليها العقل ، وهي سيرة الفقهاء والتابعين ، ولم تختص بزمن دون أخر ، ولم تكن رخصة للصحابة فقط ، حيث إن الشريعة الإسلامية هي شريعة الفطرة والعقل ، وإن الأوامر والنواهي فيها تابعة للمصالح والمفاسد ، فلا يعقل أن لا يسمح الشرع بالاجتهاد في الأحكام .
نعم ، إن إخضاع الأحاديث لأحكام العقول - مع عدم وجود ما يؤيد ذلك من القرآن أو السنة الشريفة - هو مما يأباه الله ولا يرضى به الشرع ، لأن الأحكام الشرعية أمور توقيفية تعبدية ، وبما أن القرآن قطعي الصدور فلا كلام فيه .
وأما السنة : فهي ظنية الصدور ، فيجب التثبت في أسانيدها ، ومفاد دلالتها ، ولحاظ الأجواء السياسية الحاكمة آنذاك ، وعرضها على الأصول الثابتة ، ولا يمكن ترجيح جانب على آخر في مناقشاتنا للنصوص ، بل يلزم لحاظ كلا الجانبين حتى يمكننا تمحيص الحجة فيها .
أما شيوع ظاهرة البحث السندي - طبق أصول مذهبية خاصة - بعيدا عن



[1] - صحيح البخاري 1 : 81 وصحيح مسلم 2 : 873 / 119 .
[2] - سنن الدارمي 1 : 243 ، صحيح البخاري 1 : 82 ، بتفاوت .
[3] - أخرج هذا الحديث مسلم والنسائي وأحمد والبخاري في التاريخ الكبير وغير هم .
[4] - الأعراف : 54 ، يونس : 3 ، هود : 7 ، الفرقان : 59 ، السجدة : 4 ، الحديد : 4 ، ق : 8 3 .

14

نام کتاب : وضوء النبي ( ص ) نویسنده : السيد علي الشهرستاني    جلد : 1  صفحه : 14
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست