قال : يعني أن تخافوا تلف النفس أو بعض الأعضاء فتتقوهم بإظهار الموالاة من غير اعتقاد لها ، وهذا هو ظاهر اللفظ ، وعليه الجمهور من أهل العلم ، كما جاء عن قتادة في قوله تعالى : لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين . قال : لا يحل لمؤمن أن يتخذ كافرا وليا في دينه ، وقوله تعالى : إلا أن تتقوا منهم تقاة يقتضي جواز إظهار الكفر عند التقية [1] . وأخرج البخاري في صحيحه عن قتيبة بن سعيد عن سفيان عن ابن المكندر ، حدثه عن عروة بن الزبير إن عائشة أخبرته : إنه استأذن على النبي ( ص ) رجل ، فقال : ( إئذنوا له فبئس ابن العشيرة ) أو ( بئس أخو العشيرة ) فلما دخل ألان له الكلام ، فقلت : يا رسول الله قلت ما قلت ثم ألنت له في القول ؟ فقال النبي ( ص ) : ( إي عائشة ، إن شر الناس منزلة عند الله من تركه أو ودعه الناس اتقاء فحشه ) [2] . فعليه أن مشروعية التقية ثابتة في التاريخ ، وقد عمل بها الرسول ( ص ) مع المشركين . وأن قضية عمار مشهورة قد أنزل الله فيها آية ، وقد مر عليك خبر مؤمن آل فرعون ، ونحن على اطمئنان بأن المسلم الذي لا يقر بالتقية سيمارسها حتما لو نزل به الظلم والإرهاب وعاش ظروف الشيعة ، وأن التقية حقيقة فطرية يتمسك بها الإنسان في المهمات والملمات . المهدي العباسي والوضوء تولى المهدي العباسي الخلافة عام 158 بعدما امتنع عيسى بن موسى ولي عهده عن التنازل إلى ابنه محمد المهدي ، فبدأ سياسته بالنظر في المظالم ، والكف عن القتل وإطلاق سراح السجناء السياسيين ، حتى نرى الحسن بن زيد
[1] أحكام القرآن ، للجصاص 2 : 9 - 10 . [2] صحيح البخاري 8 : 20 - 21 كتاب الآداب - باب 40 ما يجوز من اغتياب أهل الفساد والريب .