وكيف يستتر بعد هذا معنى ومقصود كلام الزهري : لو جمع علم إلى علم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل ! ! وقول عطاء - فقيه الحكومة - : كانت عائشة أفقه الناس وأحسنهم رأيا في العامة ! ! ولماذا صار جل اهتمام الأعلام في الأخذ بكلام ابن عمر وعائشة وأبي هريرة . . في حين نراهم يعلنون عن ندمهم لاتخاذهم تلك المواقف السابقة في أخريات سني حياتهم ! ألم يبرهن ذلك ، على أن الحكومة غير شرعية وأن المواقف غير صحيحة ؟ ! لات ساعة مندم ! ! ذكر ابن عبد البر ، عن حبيب ، عن ابن عمر ( رض ) أنه قال حين حضرته الوفاة : ما أجدني آسى على شئ فاتني من الدنيا ، إلا أني لم أقاتل مع علي الفئة الباغية [1] ! وروى أبو حنيفة ، عن عطاء بن أبي السرح ، عن ابن عمر ، أنه قال : ما آسى على شئ ، ألا أكون قاتلت الفئة الباغية ، وعلى صوم الهواجر [2] ! ونقل عن السيدة عائشة أنها قالت : لا تدفنوني مع النبي ، لأني أحدثت فادفنوني مع أزواج النبي [3] ! وذكر ابن الأثير أن يوم الجمل ذكر عند عائشة ، فقالت : والناس يقولون يوم الجمل ؟ قالوا لها : نعم فقالت : وددت أني لو كنت جلست كما جلس صواحبي ، وكان أحب إلي من أن أكون ولدت من رسول الله بضع عشرة كلهم مثل عبد الرحمن بن الحارث بن هشام
[1] طبقات ابن سعد 4 : 187 ، النصائح الكافية : 24 . [2] انظر : طبقات ابن سعد 4 : 185 ، النصائح الكافية : 25 . [3] مستدرك الحاكم 4 : 6 ، طبقات ابن سعد 8 : 74 ، وأعلام النبلاء والمعارف ، لابن قتيبة .