بمعنى الأمر الناقض للطهارة فقط وسعيه في تأويل الخبر . الثالثة : موقف علي القولي من الوضوء البدعي نحن لا نستبعد صدور بعض النصوص القولية عن الإمام علي في قضية الوضوء ، وتداولها بين الناس في عهده ، لكننا نحتمل أن يكون للأيدي الأموية أو العباسية دور فعال في طمس أو إضاعة تلك النصوص ، وذلك لما بدر منهم من عداء سافر لعلي بن أبي طالب [1] . ومما يؤيد المدعى . . ما جاء في كتاب الإمام علي إلى محمد بن أبي بكر وأهل مصر والذي رواه الثقفي في ) الغارات ( . فقد جاء في المطبوع منه : . . . واغسل كفيك ثلاث مرات ، وتمضمض ثلاث مرات ، واستنشق ثلاث مرات ، واغسل وجهك ثلاث مرات ، ثم يدك اليمنى ثلاث مرات إلى المرفق ، ثم يدك الشمال ثلاث مرات ، ثم امسح رأسك ، ثم اغسل رجلك اليمنى ثلاث مرات ، ثم اغسل رجلك اليسرى ثلاث مرات ، فإني رأيت النبي هكذا كان يتوضأ [2] . وأخرج الشيخ المفيد بسنده عن صاحب الغارات : ( . . . تمضمض ثلاث مرات ، واستنشق ثلاثا ، واغسل وجهك ، ثم يدك اليمنى ، ثم اليسرى ، ثم امسح رأسك ورجليك . . فإني رأيت رسول الله يصنع ذلك [3] . . . ) . وقال النوري ، في المستدرك - وبعد نقله النص الأول - : قلت : ورواه الشيخ في أماليه ، عن أبي الحسن علي بن محمد بن حبيش الكاتب ، عن الحسن بن علي الزعفراني ، عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الثقفي ، عن عبد الله بن محمد بن
[1] وستقف على نماذج من ذلك في دراستنا للعهدين الأموي والعباسي . [2] الغارات 1 : 244 . [3] الأمالي ( مصنفات الشيخ المفيد 13 ) : 267 .