عثمان ، عن علي بن محمد بن أبي سعيد ، عن فضيل بن الجعد ، عن أبي إسحاق الهمداني ، عن أمير المؤمنين . . مثله ، إلا أن فيه ، وفي أمالي ابن الشيخ [1] ، كما في الأصل : ( . . . ثم امسح رأسك ورجليك . . . ) ، فظهر : أن ما في الغارات من تصحيف العامة ، فإنهم ينقلون عنه . . . [2] . وقال المجلسي - وبعد نقله الرواية عن أمالي المفيد - : بيان : استحباب تثليث المضمضة والاستنشاق مشهور بين المتأخرين ، واعترف بعضهم بأنه لا شاهد له ، وهذا الخبر يدل عليه [3] . وقال بعدها : قد مر أن هذا سند تثليث المضمضة والاستنشاق ، لكن رأيت في كتاب الغارات هذا الخبر ، وفيه تثليث غسل سائر الأعضاء أيضا ، وهذا مما يضعف الاحتجاج [4] [ به ] . علما ، بأن كلمة ) ثلاثا ( لم ترد بعد غسل الوجه واليدين في أمالي المفيد ، والطوسي عن الغارات ! ولا ندري لماذا يضعف المجلسي الاحتجاج بالخبر ، معللا بأن فيه تثليث سائر الأعضاء ؟ ! وهل التثليث هو الجارح ، أم غسل الرجلين ؟ أم كلاهما معا ؟ ! ! وهل يلزم اعتبار جميع نسخ الغارات صحيحة ، مع ما وقفنا على التعارض فيما بينها ؟ بل كيف يطمأن بنص مأخوذ من نسخة مطبوعة متأخرا ، وترك ذات النص المنقول عن نسخة قد مضى عليها ما يقارب ألف سنة أو أكثر ؟ ! وبطريقي المفيد والطوسي [5] .
[1] أمالي الطوسي : 29 . [2] مستدرك الوسائل 1 : 306 . [3] البحار 77 : 266 . [4] البحار 77 : 334 . [5] توفي الشيخ المفيد في سنة 413 ه ، والشيخ الطوسي في سنة 460 ه .