نام کتاب : هيويات فقهية نویسنده : أحمد الماحوزي جلد : 1 صفحه : 200
المجردة بدرجة يكون متميزا . فعلى كلا القولين الضوء المأخوذ موضوعا هو درجة معينة وعلى نحو خاص ، غاية الأمر الاختلاف بينهما في تلك الدرجة من التكوّن فعلى غير المشهور لا بد من أن يكون بنحو قاهر حتّى مع المانع والقياس بالغيم قياس مع الفارق ، لأنه حجاب على العين لا مانع من التولّد ومن التميّز في نفس الفضاء . وبعبارة أخرى : لا يتنافى أخذ التبين كطريق محض مع كون الموضوع هو النور المتولد ، إذ نأخذه بدرجة بحيث يرى ويتبين ، كما هو الشأن في الهلال حيث لا بد من وصول الهلال إلى منزلة بحيث يرى بالعين المجردة ، وإن كانت الرؤية طريقاً محضاً لكن الهلال المطروق هو بتلك الدرجة التي توازي الرؤية ، والروايات شاهدة على ذلك . فالعمدة حينئذ في الجواب : أن درجة تكوّن ضوء الفجر نسلم أنه بحيث يرى ، لكن هل هي تختلف في الليالي المقمرة عن غيرها . هذا مما لا تتكفل الأدلة اللفظية مؤونة اثباته ، إذ نسق التكوّن والتولد في وجوده في كل الليالي ليس نسقا مختلفا من ليلة إلى أخرى ، ولا يمكن الاستفادة من الأدلة أن تكوّن الضوء المعترض في الأفق تشكيكي ، بل هو على درجة واحدة لو خليت وطبعها ، وذي الطريق على درجة واحدة لا على درجات تشكيكية . وهذا الاشكال على قول غير المشهور في المقام نظير ما ذكرناه في التنبيه الرابع من بحث الهلال ، في الاشكال على اعتبار الرؤية المسلحة مع امتناع الرؤية المجردة ، بتوهم أنه طريقان على موضوع واحد ، من أنهما طريقان على موضوعين مختلفين لاختلاف منازل القمر بلحاظ ذلك . نعم في الصورة الثانية مما تقدم في التنبيه وهي ما إذا أمكن الرؤية المجردة ولم تتحقق لمانع أو لعدم استهلال فالطريقان حينئذ على موضوع واحد ذي منزلة ودرجة واحدة بخلاف ما إذا كان طريقان على موضوعين .
200
نام کتاب : هيويات فقهية نویسنده : أحمد الماحوزي جلد : 1 صفحه : 200