إنشاء اللَّه تعالى ، فرع لو دار الأمر بين حفظ النفس والزنا أيهما أهم ومقدم ، فلو دار حفظ النفس مع غير الزنا يكون حفظ النفس مقدما ، اما لو كان دائرا معه فأيهما أهم فهل يكون الزنا أهم أو حفظ النفس أهم فلا بد من التأمل فيه ، ثمَّ ان التزاحم تارة بين الملاكين وأخرى بين الخطابين ومنشأ التزاحم بين الملاكين هو كون المولى في جعله يكون متوقفا فإنه يكون فيه المصلحة والمفسدة معا ولا بد حينئذ ان يجعل على طبق واحد منهما وليس هذا المورد مورد التخيير ولا الأهم والمهم ، واما التزاحم بين الخطابين وهو ان يكون التحير لأجل عدم قدرة المكلف واما الملاكان فلا تزاحم بينهما وحينئذ يكون التخيير ثابتا فيما لم يكن مرجح في البين والا يقدم الأهم على المهم والقسم الأول يكون بابه باب التعارض والقسم الثاني باب التزاحم والتزاحم في مورد التضاد بخلاف التعارض في مورد تصادق العنوانين كالصلاة والغصب في مورد والأول يكون الصلاة وأداء الدين فهنا يكون شيئان ولكن المكلف لا يمكن اتيانهما في زمان واحد وذلك بخلاف باب التعارض فإنه يكون شيء واحد مجمع العنوانين ، ومن هنا يكون من باب التزاحم نذر صاحب الجواهر بأنه نذر ان يكون كل عرفه في الحائر الحسيني عليه السّلام فرارا من الحج لو قد استطاع وذلك لأجل إتمام كتاب الجواهر فحينئذ لو صار مستطيعا فيتزاحم معه والأهم مقدم وهل الأهم هو الحج أو زيارة الحسين عليه السّلام وهو النذر بعض يقولون بانحلال النذر وآخر يفصل بينما كان النذر قبل الاستطاعة أو بعده ولكن لا فرق فيه من هذه الجهة كما لا يخفى ، فحينئذ نرجع إلى محل الكلام من أنه لا يجوز النظر واللمس الا عند الضرورة