إسم الكتاب : نموذج في الفقه الجعفري ( عدد الصفحات : 619)
الآية [1] وما هو الظاهر منها انه كانت لهن قبل نزول آية الحجاب قناع من فوق الاذن وكانت رقبتهن وبعض من صدورهن مكشوفات وكان قضية الأنصاري سببا لنزول الآية ، ثمَّ انه قد ورد في الرواية بأن كلمة الفرج هنا يراد منه النظر إليها لا الزنا كما أنه أطلق في غير هذا المورد أيضا ، واما كلمة من هل تكون تبعيضية أو زائدة فقد اختلفوا فيها وكل ذلك تفسير بالرأي ولا بد من ورود الدليل عليه ، واما معنى الآية الشريفة فالغض ويغضوا فقد اختلف أهل اللغة في معناه وان المراد منه غمض العين بان يضم العين وجفنيه أو بمعنى الكسر بان لا تكون عينه مفتوحة بتمامها ، فما معنى الغض عنها فهل هو ان يفتح عينيه إلى الفوق فيقع نظره إلى وجهها أو ان يكون نظره إلى الأرض فيقع النظر إلى رجليها أو ان يسد عينيها فيقع في البئر وبالحائط فأي شيء يفعل حتى يتحقق الغض بان لا يخرج من بيته أو لا يكون ذلك وانما المراد غض بصره هو ان لا ينظر بدقة النظر بل يكون بالنظر المسامحي بمعنى انه لا ينظر بدقة بان حاجبيها متصلان أو أسودان كذا أو فمها كذا أو عينيها كذا أو أنفها على كذا ويكون الغمض بهذا المعنى لا ان يسد عينيه تماما فحينئذ لا بد من الغض والكسر ، وهل يكون المراد من الكسر الكسر عن المبصر وهو المنظر إليه بان لا ينظر إلى الأجنبية واما غيره من المحارم فينظر إليهم فهذا كسر عن المبصر أو المراد بالكسر الكسر في البصر بان لا تفتح عينك في وجهها ولا منافاة بين كون المراد كلا منهما ، ثمَّ ان كسر البصر عن كل شيء حتى
[1] وسائل ، باب 104 ، من أبواب مقدمات النكاح ، ح 4