وهي خبر أبى الجارود مفادها جواز النظر إلى الوجه والكفين مطلقا كما عرفت سواء كان بالنظرة الأولى أو الثانية ورواية معاني الأخبار وغيرهما مما هو مختص بالوجه والكفين وان كان بالنسبة إلى النظرة الثانية أخص بالنسبة إلى الرواية الأولى لكن بالنسبة إلى الوجه والكفين وغيرهما يكون أعمّ ففي مادة الاجتماع وهو النظرة الثانية تتعارضان لو كانتا صحيحتين وحينئذ هل يكون عموم الآية وهو آية الغض مرجعا أو مرجحا أو لا يكون شيء منهما وذلك لأجل انه لو قلنا بان الخبر يخصص الكتاب فيكون الكتاب أيضا طرف المعارضة فتتعارض الثلاثة بل يخصص الكتاب بها كل ذلك محتمل واما الآية المباركة * ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ ويَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذلِكَ أَزْكى لَهُمْ إِنَّ ا لله خَبِيرٌ بِما يَصْنَعُونَ ) * [1] و * ( قُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ ويَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ولا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا ما ظَهَرَ مِنْها ) * [2] فشأن نزولها في ذلك الرجل الأنصاري ، محمد بن يعقوب بسنده عن أبي جعفر عليه السّلام قال استقبل شاب من الأنصار امرأة بالمدينة وكان النساء يتقنعن خلف اذانهن فنظر إليها وهي مقبلة فلما جازت نظر إليها ودخل في زقاق قد سماه لبني فلان فجعل ينظر خلفها واعترض وجهه عظم في الحائط أو زجاجة فشق وجهه فلما مضت المرأة نظر فإذا الدماء تسيل على ثوبه وصدره فقال واللَّه لاتين رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله ولأخبرنه فأتاه فلما رآه رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله قال ما هذا فأخبره فهبط جبرئيل بهذه الآية * ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا ) *