responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرية العقد في الفقه الجعفري عرض واستدلال ومقارنات نویسنده : هاشم معروف الحسني    جلد : 1  صفحه : 8


ومن هذه البلاد ، الشام ونواحيها حيث يطبق فيها القانون الروماني ، والعراق ، وما يتبعه حيث كان يسوده القانون الفارسي ، بالإضافة إلى يهود المدينة الذين أخذوا عن التوراة أكثر ما يحتاجون اليه من التشريعات والقوانين لقد استفاد العرب في جاهليتهم من التجارب ومن جيرانهم الفرس والرومان في مختلف النواحي التي تعنيهم في معاملاتهم وغيرها ، والتي عالجها الإسلام ووضع لها الأصول والقواعد فيما بعد بما جاء به من فقه وتشريعات ، فتبلورت تلك العادات والأعراف في أذهانهم واختمرت حتى أصبحت أشبه بالقوانين الصادرة عن سلطة تشريعية يقدسونها وينزلون على حكمها في خصوماتهم وعقودهم وجميع معاملاتهم .
وحينما جاء الإسلام بمبادئه وتشريعاته لم يغير جميع انظمتهم وعاداتهم ، ذلك لأن الأديان لم تأت لغرض الانتقام ، ولا لقلب الأوضاع والعادات والأعراف ، وانما تجيء لتطهير النفوس وإعداد الإنسان إعداداً يجعله صالحاً للاسهام في بناء مجتمع تسوده العدالة ويسيطر فيه الحق على الباطل والهدى على الضلال والخير على الشر .
أجل لقد جاء الإسلام فواجه العرب قبل جميع الناس بمبادئه وتعاليمه وتشريعه فأقرهم على بعض ما شاع بينهم في معاملاتهم وعقودهم ، وعارضهم في بعض المعاملات ، كالربا والنجش ، وبيع الحصى والمنابذة والملامسة ونحو ذلك مما يؤدي إلى الضرر والمنازعات ولا يتصل بصالح البشر ولا بضرورات حياتهم .
وادخل بعض التعديلات على أكثر المعاملات كما يظهر للمتتبع بعد المقارنة بين عقودهم ومعاملاتهم وسائر انظمتهم ، وبين العقود التي أقرها الإسلام بعد إدخال تلك التعديلات عليها بما يضمن لهم مصالحهم ويصون حقوقهم ويهيئهم لبناء مجتمع سليم ، وأمة صالحة للحياة الكريمة المجيدة .

8

نام کتاب : نظرية العقد في الفقه الجعفري عرض واستدلال ومقارنات نویسنده : هاشم معروف الحسني    جلد : 1  صفحه : 8
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست