نام کتاب : نظام الحكم في الإسلام نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 412
كلّ قوم ويولّيه عليهم ، ويحذّر الناس ويحترس منهم من غير أن يطوي عن أحد بشره ولا خلقه ، ويتفقّد أصحابه ، ويسأل الناس عمّا في الناس ، ويحسن الحسن ويقوّيه ، ويقبح القبيح ويوهنه ، معتدل الأمر غير مختلف ، لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يميلوا ، ولا يقصر عن الحقّ ولا يجوزه ، الذين يلونه من الناس خيارهم ، أفضلهم عنده أعمّهم نصيحة للمسلمين ، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة وموازرة . . . ولا يوطن الأماكن وينهى عن إيطانها ، وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس ويأمر بذلك . ويعطي كل جلسائه نصيبه ، ولا يحسب أحد من جلسائه أنّ أحداً أكرم عليه منه ، من جالسه صابره حتّى يكون هو المنصرف عنه ، من سأله حاجة لم يرجع إلاّ بها أو بميسور من القول ، قد وسع الناس من خلقه وصار لهم أباً وصاروا عنده في الحقّ سواء ، مجلسه مجلس حلم وحياء وصدق وأمانة ، لا ترفع فيه الأصوات ، ولا تؤبّن ( لا توهن خ . ل ) فيه الحرم ، ولا تنثى فلتأته ، متعادلين متواصلين فيه بالتقوى ، متواضعين يوقّرون الكبير ويرحمون الصغير ، ويؤثرون ذا الحاجة ويحفظون الغريب . فقلت : فكيف كان سيرته في جلسائه ؟ فقال : كان دائم البشر ، سهل الخلق ، ليّن الجانب ، ليس بفظّ ولا صخّاب ولا فحّاش ولا عيّاب ولا مدّاح ، يتغافل عمّا لا يشتهي فلا يؤيس منه ولا يخيّب مؤمليه ، قد ترك نفسه من ثلاث : المراء والاكثار وما لا يعنيه ، وترك الناس من ثلاث : كان لا يذمّ أحداً ولا يعيّره ولا يطلب عورته ولا عثراته " [1] . 6 - وفيه أيضاً : عن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين ( عليهم السلام ) قال : إنّ يهودياً كان له على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) دنانير فتقاضاه ، فقال له : يا يهودي ، ما عندي ما أعطيك ، فقال : فإنّي لا أُفارقك يا محمّد حتّى تقضيني ، فقال