نام کتاب : نظام الحكم في الإسلام نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 37
إسم الكتاب : نظام الحكم في الإسلام ( عدد الصفحات : 621)
كافّة ، وجعله رحمةً للعالمين وخاتماً للنبيّين ، وقد صرف عمره الشريف وجميع طاقاته وطاقات أهله وأصحابه في بث الإسلام ونشره ، وكان يعتني ويهتمّ في دعوته وإرشاده حتى بالمسائل الجزئية الفرعية كمالَ الاهتمام ، وكان ملتفتاً إلى أنّ الإسلام لمّا يستوعب الحجاز بعدُ ، فضلاً عن سائر البلاد ، وأنّ السلطات الكافرة في إيران والروم وغيرها تقف أمام نشر الإسلام ، ولا يتيسر دفعها إلاّ بالقوّة والقيادة الجازمة ، وكان عالماً بأخلاق العرب وتعصباتهم ، وملتفتاً إلى وجود منافقين يعملون لانتهاز الفرص ، وأنّ حبَّ الدّنيا والمناصب رأس كل الخطايا . فهل يُجوِّز العقل مع ذلك كلّه أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أهمل بالكلّية أمْرَ القيادة من بعده ، ولم يعيّن للمسلمين تكليفهم في ذلك ؟ كيفَ ، ولو أراد قَيِّم قرية صغيرة أن يسافر سفراً موقتاً فهو يعيّن مرجعاً ويوصي بالرجوع إليه في الأمور ، فكيف يُنسب إليه ( صلى الله عليه وآله ) مع كونه عقل الكلّ وخاتم الرسل ، أنّه ترك الاستخلاف عن عمد أو غفلة ؟ وهل يمكن أن يقال : إنّ أبا بكر حيث استخلف كان أبصر بمصالح المسلمين ، وأرأف بهم وأحرص عليهم من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . وهل لم تكن أهمّية حفظ الإسلام وبسطه وتنفيذ مقرّراته إلى يوم القيامة ، وحفظ نظام المسلمين في نظر النبيّ الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) بقدر أهمّية الوصايا الشخصية المتعلّقة بالأموال الجزئية ؟ وقد ورد عنه ( صلى الله عليه وآله ) أنّه قال : " مَنْ ماتَ بِغَيْرِ وَصِيَّة ماتَ مِيتَةً جاهليّة " [1] وقال : " ما حقُّ أمري مسلم أن يبيتَ ليلتين وله شيءٌ يُوصِي فيهِ إلاّ ووصِيَّتُه مكتوبةٌ عندَه " [2] . وفي الدرّ المنثور عن أبي سعيد الخدري ، قال : نزلت هذه الآية ( يا أيُّها النّبيُّ