نام کتاب : نظام الحكم في الإسلام نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 90
والحاصل أن هذه الأخبار ونظائرها - مضافاً إلى ضعف سندها المانع من نهوضها في مقابل الأدلّة القطعية الحاكمة بالجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة حكم الإسلام - أنّ الظاهر كون بعضها من مختلقات أو تحريفات أيادي حكّام الجور ومرتزقتهم ، حيث واجهوا قيام بعض العلويين واتجاه الناس إليهم ، فأرادوا بهذه الوسيلة قطع رجائهم وإبعادهم عن ميدان السياسة . وبعضها خاص بأصحاب الرايات الضّالة الذين كانوا يدعون الناس إلى أنفسهم . وبعضها ناظر إلى شخص معيّن أو ظرف حيث لا توجد مقدّمات القيام وشروطه . وبعضها صادر عن تقيّة من حكّام الجور . وبعضها ليس في مقام بيان الحكم الشرعي ، بل متضمّن لإخبار غيبي فقط . إلى غير ذلك من الوجوه التي مرّت أو تأتي في الروايات الآتية . الثالثة : خبر سدير ، قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) " يا سَدير الزم بيتك وكن حلساً من أحلاسه واسكن ما سكن الليل والنهار ، فإذا بلغك أنّ السفياني قد خرج فارحل إلينا ولو على رجلك " [1] بتقريب أنّ سديراً لا خصوصية له ، فيجب السكوت وترك الخروج إلى قيام القائم ( عليه السلام ) . ولكن إلغاء الخصوصية في سدير ( رضي الله عنه ) ممنوع بعد تتبّع حاله الذي يدلّ على أنّه كان مخلصاً ولكنّه يغلب إحساسه على تفكيره ، وكان يظنّ قدرة الإمام على الخروج ، فأراد الإمام ( عليه السلام ) بيان عدم تحقّق الشروط للقيام ، وأنّ العلامة للقائم بالحقّ خروج السفياني . والواجب على مثل هذا الشخص لزوم بيته ، لئلا يهلك نفسه وغيره بلا فائدة . ففي تنقيح المقال أنّه " ذكر عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) سدير فقال : سدير عصيدة