نام کتاب : نظام الحكم في الإسلام نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 417
فأجابه أبو عبد الله ( عليه السلام ) : بسم الله الرحمن الرحيم . . . واعلم أنّي سأشير عليك برأي إن أنت عملت به تخلّصت ممّا أنت متخوّفه ، واعلم أنّ خلاصك ممّا بك ( ونجاتك ) من حقن الدماء وكفّ الأذى عن أولياء الله والرفق بالرعيّة ، والتأنّي وحسن المعاشرة مع لين في غير ضعف ، وشدّة في غير عنف ، ومداراة صاحبك ، ومن يرد عليك من رسله ، وارتق فتق رعيّتك بأن توقفهم على ما وافق الحقّ والعدل إن شاء الله . وإيّاك والسعاة وأهل النمائم ، فلا يلتزقنّ بك أحد منهم . ولا يراك الله يوماً وليلة وأنت تقبل منهم صرفاً ولا عدلاً فيسخط الله عليك " [1] . سيرة الإمام في مطعمه وملبسه وإعراضه عن الدنيا وزخارفها : 1 - ففي نهج البلاغة : " وكذلك من عظمت الدنيا في عينه وكبر موقعها في قلبه آثرها على الله فانقطع إليها وصار عبداً لها . وقد كان في رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كاف لك في الأسوة ، ودليل لك على ذمّ الدنيا وعيبها ، وكثرة مخازيها ومساويها ، إذ قبضت عنه أطرافها ووطّئت لغيره أكنافها ، وفطم عن رضاعها ، وزوى عن زخارفها . . . فتأسّ بنبيّك الأطيب الأطهر ( صلى الله عليه وآله ) . . . قضم الدنيا قضماً ، ولم يعرها طرفاً ، أهضم أهل الدنيا كشحاً ، وأخمصهم من الدنيا بطناً ، عرضت عليه الدنيا فأبى أن يقبلها ، وعلم أن الله - سبحانه - أبغض شيئاً فأبغضه ، وحقّر شيئاً فحقّره ، وصغّر شيئاً فصغّره . . . ولقد كان ( صلى الله عليه وآله ) يأكل على الأرض ، ويجلس جلسة العبد ، ويخصف بيده نعله ، ويرقع بيده ثوبه ، ويركب الحمار العاري ويردف خلفه و . . . لم يضع حجراً على حجر حتّى مضى سبيله . . .