نام کتاب : نظام الحكم في الإسلام نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 288
شهيد " [1] . إلى غير ذلك من الأخبار الكثيرة . وبالجملة ، فالواجب في المقام إجراء باب التزاحم وتقديم ما هو الأهمّ ملاكاً . وهكذا كانت سيرة أصحاب النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) والأئمّة ( عليهم السلام ) الملتزمين بالموازين الشرعية أمثال أبي ذرّ ، وميثم التمّار ، وحجر بن عديّ وأمثالهم . وقد استشهدوا في طريق الدفاع عن الحقّ . وفي الجواهر بعد بيان الشروط الأربعة قال : " وعن البهائي ( رحمه الله ) في أربعينه عن بعض العلماء زيادة أنّه لا يجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلاّ بعد كون الآمر والناهي متجنّباً عن المحرمات وعدلاً . . . " [2] . ولكن روى عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنّه قال : قيل له : لا نأمر بالمعروف حتّى نعمل به كلّه ولا ننهى عن المنكر حتّى ننتهي عنه كلّه ؟ فقال : " لا ، بل مروا بالمعروف وإن لم تعملوا به كلّه وانهوا عن المنكر وإن لم تنتهوا عنه كلّه " [3] . التاسعة : في الحسبة وشروط المحتسب : من الدوائر التي كانت رائجة في أعصار الخلافة الإسلاميّة هي دائرة الحسبة ، ويرجع تاريخها إلى عصر النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) كما سيظهر . وكانت وظيفتها إجمالاً الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمراتبهما ومفهومهما الوسيع . وقد وزّعت وظائفها في أعصارنا في أكثر البلاد على الوزارات والمؤسّسات المختلفة المنشعبة من سلطة التنفيذ ، كما فوّض بعض وظائفها أيضاً