نام کتاب : نظام الحكم في الإسلام نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 119
ورجلان من بني عمّي ، فقال أحد الرجلين : يا رسول الله ، أمّرنا على بعض ما ولاّك الله - عزّ وجلّ - وقال الآخر مثل ذلك . فقال ( صلى الله عليه وآله ) : إنّا والله لا نولّي على هذا العمل أحداً سأله ، ولا أحداً حرص عليه " [1] . 5 - قال ابن قتيبة : " قال ابن عبّاس لعليّ : أرى أنهما ( طلحة والزبير ) أحبّا الولاية ، فولّ البصرة الزبير وولّ طلحة الكوفة . . . فضحك علي ( عليه السلام ) ثم قال : ويحك ، إنّ العراقين بها الرجال والأموال ، ومتى تملكا رقاب الناس يستميلا السفيه بالطمع ، ويضربا الضعيف بالبلاء ، ويقويا على القويّ بالسلطان . ولو كنت مستعملاً أحداً لضرّه ونفعه لاستعملت معاوية على الشام . ولولا ما ظهر لي من حرصهما على الولاية لكان لي فيهما رأي " [2] هذا ومن رأى نفسه أهلاً للولاية ، وأراد بها صلاح الدين والمجتمع فلا يصدق على ترشيحه نفسه عنوان الحرص والطمع ، بل قد يجب ذلك إذا انحصر الصالح فيه . وإنّما الحرص المذموم أن يكون الشخص طالباً للرياسة ، مولعاً بها . والفرق بين الأمرين واضح [3] . 7 - الذكورة المسألة غير معنونة في كتب فقهائنا ، نعم ذكروا اعتبار الذكورة في القاضي وادّعوا الاتفاق وعدم الخلاف بل الاجماع . والظاهر أنّ القضاء شعبة من شعب الولاية ، فاشتراط الذكورة في القاضي لعلّه يقتضي اشتراطها في الولاية ، لا سيّما
[1] صحيح مسلم : 3 ، 1456 . [2] الإمامة والسياسة : 1 ، 51 . [3] ظاهر الترشيح وطلب الرياسة سواء لا يدلّ على الحرص على الولاية ، إلاّ أن تكون قرائن خارجية يحكم بها على الحرص ؛ فإنّ يوسف ( عليه السلام ) طلب الرياسة وقال : ( اجعلني على خزائن الأرض ) ولم يكن حريصاً على ذلك ، وربّ مرشّح لولاية يكون من أحرص الناس عليها - م - .
119
نام کتاب : نظام الحكم في الإسلام نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 119