نام کتاب : موسوعة طبقات الفقهاء ( المقدمة ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 349
عبد العزيز ، إلى تدوين السنّة النبوية ، لأنّهم خافوا ضياعها بموت حفظتها ورأوا أنّ سبب نهي النبي ( عليه السلام ) عن كتابتها إنّما هو خشية أن تختلط بالقرآن ، إذ كان الصحابة يكتبون ما ينزل منه على رقاع ، فلمّا عمَّ القرآن وشاع حفظاً وكتابة ، ولم يبق هناك خشية من اختلاطه بالحديث النبوي ، لم يبق موجب لعدم كتابة السنّة ، بل أصبحت كتابتها واجبة لأنّها الطريقة الوحيدة لصيانتها من الضياع . [1] أقول : إنّ ما ذكره من أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) نهى عن كتابة حديثه غير صحيح من وجوه : أوّلاً : روى البخاري أنّ رجلاً من أهل اليمن طلب من النبي أن يكتب له خطبته فقال : اكتب لي يا رسول اللّه ، فقال : اكتبوا لأبي فلان إلى أن قال : كتبت له هذه الخطبة . [2] أضف إلى ذلك أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أمر في غير واحد من الموارد كتابة حديثه ، يجدها المتفحص في مصادرها . [3] ومع هذه الموارد الكثيرة التي رخّص النبيّ فيها كتابة الحديث ، والعمل به ، لا يبقى أيُّ شك في مجعولية ما روي عنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « من كتب عنّي غير القرآن فليمحه » . ثانياً : هل يصحّ أن يأمر اللّه سبحانه بكتابة الدين حفظاً له ، واحتياطاً عليه ، وفي الوقت نفسه ينهى نبيّه عن كتابة الحديث الذي يعادل القرآن في الحجّية ؟ !
[1] المدخل الفقهي العام : 2 / 933 ، وفي الطبعة العاشرة في ترقيم الصفحات في المقام تصحيف . [2] البخاري : الصحيح : 29 ، باب كتابة العلم . [3] سنن الترمذي : 5 / 39 ، باب كتابة العلم ، الحديث 2666 ; سنن الدارمي : 1 / 125 ، باب من رخص في كتابة العلم ; سنن أبي داود : 2 / 318 ، باب في كتابة العلم ، ومسند أحمد : 2 / 215 وج : 3 / 162 .
349
نام کتاب : موسوعة طبقات الفقهاء ( المقدمة ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 349