نام کتاب : موسوعة طبقات الفقهاء ( المقدمة ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 175
الاستدلال على الملازمة بالدليل النقلي إنّ هناك آيات وأحاديث تعرب عن وجود الملازمة بين حسن الفعل ووجوبه ، وقبحه وحرمته ، وإليك بيانه : إنّ الظاهر من الآيات أنّ ألفاظ المعروف والمنكر والطيبات والخبائث ونظائرها كانت دارجة ومستعملة فكانت تدرك بالفطرة ، وانّ الغاية من بعث الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وتحريم الخبائث وتحليل الطيبات ، فهذه الآيات تدل على الملازمة على انّ المعروف عند العرف ، مطلوب عند الشرع ; والمبغوض عند العرف ، مرفوض عند الشارع . قال سبحانه في حقّ النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ ويُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِث ) [1] . وقال عزّ من قائل : ( إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسانِ وَايتاءِ ذِي الْقُرْبى ويَنْهى عَنِ الْفَحشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) . [2] وقال سبحانه حاكياً عن لقمان وهو يعظ ابنه : ( يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلى ما أَصابَكَ إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ ) . [3] وقد روي عن أبي جعفر أنّه سأله رجل عن طول الجلوس في بيت الخلاء . . . فقال : « والقبيح دعه لأهله فإنّ لكلّ شيء أهلاً » . [4] إنّ الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يصف الأنبياء بأنّهم مذكّرون لما تقضي به فطرة الإنسان ويقول : « فبعث فيهم رسله ، وواتر إليهم أنبياءه ، ليستأدوهم ميثاق