responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة طبقات الفقهاء ( المقدمة ) نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 176


فطرته ، ويذكّروهم منسي نعمته ، ويحتجوا عليهم بالتبليغ ويثيروا لهم دفائن العقول » . [1] وكم للإمام وأولاده ( عليهم السلام ) من كلمات ناصعة دالّة على أنّ كثيراً من تعاليم الشرائع شرح لما كتبه سبحانه بقلم قضائه على صحيفة وجود الإنسان وفطرته ، وقد طوينا الكلام عن نقلها ، وقد أشبعنا الكلام فيها في منشوراتنا التفسيرية . [2] حصيلة البحث قد بان ممّا نقلنا من كلمات الأعلام وما ذكرنا حولها من المناقشات ، انّ أصل التحسين والتقبيح من البديهيات العقلية في مجال إدراكات العقل العملي ، وأمّا كون الفعل كذلك عند اللّه ، فهو أوضح من أن يخفى ، لأنّ العقل يدرك قضية عامة وانّه كذلك لدى كلّ موجود حي مختار .
وبعبارة أُخرى إنّ موضوع الحكم لدى العقل ، هو نفس الموضوع عند اللّه سبحانه ، فكان الحسن والقبح ، والمدح والذم ، والبعث والزجر من لوازم الفعل عنده ، فلا وجه لتفكيك اللازم عن الملزوم في موطن دون موطن .
وإن شئت قلت : إنّ العقل يدرك انّ هذا الفعل بما هوهو حسن أو قبيح ، وإنّه مستحق للمدح أو الذم وإنّه يجب أن يفعل أو لا يفعل ، فإذا كان المدرك بهذه السعة ، فلا يصحّ التفكيك بين الخالق والمخلوق ، والتفكيك أشبه بأن تكون زوايا المثلث مساوية لزاويتين قائمتين عند الإنسان دون اللّه ، فالحسن والقبح والمدح والذم ، والبعث والزجر ، من لوازم نفس الشيء بما هوهو ، عند الجميع .



[1] نهج البلاغة : الخطبة 1 .
[2] لاحظ مفاهيم القرآن : 1 / 35 .

176

نام کتاب : موسوعة طبقات الفقهاء ( المقدمة ) نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 176
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست