responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة طبقات الفقهاء ( المقدمة ) نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 169


نظرة عامة في التحسين والتقبيح العقليين إنّ القول بالتحسين والتقبيح العقليين من البديهيات في مجال العقل العملي ، فالحكماء قسّموا الإدراكات العقلية إلى نظرية وعملية ، قال الحكيم السبزواري :
إنّ العقل النظري والعقل العملي من شأنهما التعقّل ; لكن النظري شأنه العلوم الصرفة غير المتعلّقة بالعمل ، مثل اللّه واحد ; والعملي شأن العلوم المتعلّقة بالعمل ، مثل التوكل حسن والرضا والتسليم والصبر محمود ، وهذا العقل هو المستعمل في علم الأخلاق ، فليس العقلان كقوتين متباينتين أو كضميمتين ، بل هما كجهتين لشيء واحد وهي الناطقة .
إنّ الحكمة النظرية قضايا نظرية تنتهي إلى قضايا بديهية ، ولولا ذلك لأنهار صرح العلوم ، وهكذا الحكمة العملية ، ففيها قضايا غير معلومة لا تعرف إلاّ بالانتهاء إلى قضايا عمليّة ضرورية وإلاّ لما عرف الإنسان شيئاً من قضايا الحكمة العملية ، ومن تلك القضايا البديهية في العقل العملي مسألة التحسين والتقبيح العقليين الثابتين لجملة من القضايا ، كقولنا : « العدل حسن » و « الظلم قبيح » و « جزاء الإحسان بالإحسان حسن ، وجزاؤه بالإساءة قبيح » .
فهذه القضايا أوّلية في الحكمة العملية والعقل العملي يدركهما من صميم ذاته ، ومن ملاحظة تلك القضايا تعرف سائر الأحكام العقلية العملية غير البديهية سواء كانت مربوطة بالأخلاق أو تدبير المنزل أو سياسة المدن ، فقضايا هذه العلوم الثلاثة إيجاباً وسلباً مبنية على قضية بديهية نابعة من العقل العملي ، وهي حسن الإحسان وقبح الظلم ، ولنمثل لذلك مثالاً :
إنّ العالم الأخلاقي يحكم بلزوم تكريم الوالدين والمعلمين وأُولي النعمة ،

169

نام کتاب : موسوعة طبقات الفقهاء ( المقدمة ) نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 169
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست