« والفرائض على ما أنزل الله في كتابه ولا عول فيها » [1] . وكذلك الأمر في غير هذين المثالين مما ذكر الأئمة في حديث لهم حكماً شرعياً فإنهم يرجعون في جميعها إلى ما قاله جدهم الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . الذي ( ما ينطق عن الهوى * إن هو إلاّ وحي يوحى ) [2] . ومن هنا كان لأحاديث أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) سند واحد ، وحديثهم حديث واحد ، وقولهم قول واحد . ولهذا قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) كما رواه ابن سنان : « ليس عليكم جناح فيما سمعتم منّي أن ترووه عن أبي ، وليس عليكم جناح فيما سمعتم عن أبي أن ترووه عنّي ، ليس عليكم في هذا جناح » [3] . وقال في جواب أبي بصير لمّا قال : الحديث أسمعه منك ، أرويه عن أبيك ، أو أسمعه من أبيك أرويه عنك ؟ قال : « سواء ، إلاّ أنّك ترويه عن أبي أحبّ إليّ » [1] . وقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) لجميل : « ما سمعت منّي فاروه عن أبي » [2] . ولهذا قال ( عليه السلام ) لحفص بن البختري لمّا قال : نسمع الحديث منك ، فلا أدري منك سماعه أو من أبيك ، فقال : « ما سمعته منّي فاروه عن أبي ، وما سمعته منّي فاروه عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) » [3] . ولهذا قال ( عليه السلام ) - كما رواه هشام بن سالم وحماد بن عثمان وغيرهما - : « حديثي حديث أبي ، وحديث أبي حديث جدّي ، وحديث جدّي حديث الحسين ، وحديث الحسين حديث الحسن ، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين ( عليهم السلام ) ، وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وحديث رسول الله قول الله عزّ وجلّ » [4] . ولهذا قال أبو جعفر - الإمام الباقر ( عليه السلام ) -
[1] عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 2 : 132 ، ب 35 ، ح 1 . تحف العقول : 314 . الوسائل 26 : 76 ، ب 6 من موجبات الإرث ، ح 16 . [2] النجم : 3 - 4 . [3] الوسائل 27 : 104 ، ب 8 من صفات القاضي ، ح 85 . [1] الكافي 1 : 51 ، ح 4 . [2] الكافي 1 : 51 ، ذيل الحديث 4 . [3] الوسائل 27 : 104 ، ب 8 من صفات القاضي ، ح 86 . [4] الكافي 1 : 53 ، ح 14 . ارشاد المفيد 2 : 186 - 187 .