ومن المعلوم أن المائعات المتنجسة كالدهن والطين ، والصبغ والدبس إذا تنجست ليست من أعمال الشيطان ، وإن أريد من عمل الشيطان عمل المكلف المتحقق في خارج باغوائه ليكون المراد بالمذكورات استعمالها على النحو الخاص ، فالمعنى أن الانتفاع بهذه المذكورات رجس من عمل الشيطان ، كما يقال في سائر المعاصي أنها من عمل الشيطان ، فلا تدل أيضا على وجوب الاجتناب عن استعمال المتنجس إلا إذا ثبت كون الاستعمال رجسا وهو أول الكلام وكيف كان فالآية لا تدل على المطلوب ومن بعض ما ذكرنا يظهر ضعف الاستدلال { 1 } على ذلك بقوله تعالى : ( والرجز فاهجر ) بناء على أن الرجز هو الرجس .