صحيحة زرارة من قوله قلت لأبي جعفر ( ع ) أصلَّى نافلة وعليّ فريضة أو في وقت فريضة قال لا انّه لا يصلَّى نافلة في وقت فريضة أرأيت لو كان عليك من شهر رمضان أكان لك أن يتطوّع حتّى تقضيه قال قلت لا قال فكذلك الصّلاة قال فقايس انتهى وقوله عليه السّلام فقايس يدلّ على ذلك دلالة ظاهرة الَّا انّه يتضمّن القضاء فيخالف ما عليه العلامة والمرتضى كما نقلنا الَّا أن يحمل ذلك على الإتيان بالفعل كما هو المشهور ثمّ انّ ما تضمّنه الخبر السّادس من قوله عليه السّلام حين تنور الغداة بضمّ تاء المضارعة وتشديد الواو المكسورة من باب التّفعيل والتّشديد للمبالغة والتّكثير لا للتّعدية والغداة مرفوعة على الفاعليّة والمراد حين يضئ الصّبح قال المطرزي في المغرب التّنوير مصدر نوّر الصّبح بمعنى أنا رأى أضاء ثمّ سمّى به الضوء نفسه انتهى ثمّ لا يخفى انّ ظاهر هذا الخبر ينافي ما تقدّم الَّا انّ الشّيخ حمل قوله تركعهما على الانكار على فعلهما حين التّنوير بقرينة قوله أنّهما قبل الغداة فتدبّر وامّا السّابع فهو في حيّز الأجمال حيث انّ السّؤال عن أوّل الوقت أن أريد به أوّل وقت الفضل والجواب يعطى فضيلة أوّل السّدس إلى آخره وسيأتي ما يعطى رجحان فعلهما بعد الفجر الَّا أن يحمل ذلك على التّقيّة وإن أراد أوّل وقت الاختيار أشكل بان ما دلّ على الفراغ من صلاة اللَّيل يدلّ على الأجزاء بعده وامّا الثّامن فيدلّ على فعلهما قبل الفجر لكنّه يحتمل الفجر الأوّل والثّاني والمتبادر هو هذا الأخير مضافا إلى ما دلّ على المنع بعد الفجر اللَّغة أحشو بالحاء المهملة والشين المعجمة من حشاء القطن في الشئ جعل فيه ومن الظَّاهر عن الاخبار فعلهما بعد صلاة اللَّيل والحشو غير ظاهر نظرا إلى صلاة اللَّيل ولعلّ المراد به ادخالهما في وقت صلاة اللَّيل بتقدير الفعل بعدها الَّا ان في الأخبار من كونها من صلاة اللَّيل كما تقدّم فلعلّ المراد بذلك فعلهما في وقتها فتدبّر قال رحمه اللَّه فامّا ما رواه الحسين بن سعيد الخ أما السّند فهو صحيح اما سند الخبر الثّاني فهو مشتمل على طريقين إلى ابن أبى يعفور من الحسين بن سعيد وأوّلهما صحيح لانّه عن صفوان عن العلا عن أبى يعفور وثانيهما عن ابن أبى عمير عن محمّد بن حمران عن أبى يعفور ومحمّد وهو ابن أعين لرواية ابن أبى عمير عنه كما في الفهرست واحتمال عطف محمّد بن أبى عمير على العلا بعيد لأنّ رواية صفوان عنه غير معهودة بخلاف رواية الحسين بن سعيد عنه

379