بل ربّما يقال انّه لا يدلّ على المطلوب من اطلاق الوضوء على استعمال الدّقيق ويدلّ عليه ما في اللَّغة في القاموس الوضاءة الحسن والنّظافة وفى النّهاية الأثيريّة الوضاءة الحسن والبهجة فقال وضوت فهي وضه وقال أيضا يقال هي أوضأ منك أي أحسن على انّ من الأصحاب من ادّعى انّ في الأخبار أيضا ما يدلّ على استعمال الوضوء في مثل هذا قال رحمه اللَّه باب التيمّم في الأرض الوحلة والطَّين أخبرني إلى آخره أمّا السّند فواضح غير انّ أبى بصير في طريقه وكذا طريق الثّاني والثّالث امّا المتن فلأنّ ما يتضمّنه الأوّل فهو ظاهر في انّ الطَّين يتيمّم به إذا لم يكن مع الإنسان ثوب جاف ولا لبد بقدر على أن ينقضه ومن الظَّاهر انّ المراد منه ليس مجرّد النّفض بل يعتبر فيه إذا خرج منه تراب كما يدلّ عليه خبر رفاعة الآتي وفى التّهذيب قال وإن كان في ثلج فلينظر لبد سرجه فليتيمّم من غباره أو شئ معين وإن كان في حال لا يجد الَّا الطَّين فلا بأس أن يتيمّم به وهذه الزّيادة هي المطلوبة ليفيد ما قلناه ومن الأصحاب نقل عن المرتضى في الجمل ان الَّذي يظهر منه حول التيمّم بالغبار مع وجود التّراب ثمّ قال وهو بعيد لأنّه لا يسمّى صعيدا وقد يقال انّ الصّعيد هو التّراب والغبار إذا كان من التّراب لا وجه لخروجه عنه الَّا من حيث تسميته غبارا وضرورة مثل هذه التّسمية غير ظاهرة وإن كان الغبار من غير التراب فالكلام عليه ممكن في أصل الحكم ولا وجه لبعده هذا اللَّغة قال في القاموس لبد الصّوف لضرب نفسه وبله بماء ثمّ خاطه وقال أيضا اللَّبد بساط معروف وما تحت السّرج قال رحمه اللَّه فامّا ما رواه سعد بن عبد اللَّه إلى آخره أمّا السّند فهو ضعيف بابن هلال والحسن بن على لعله ابن فضال واحمد بن محمّد فهو ابن أبى نصر امّا سند الخبر الثّاني فهو صحيح وطريق الشّيخ إلى الحسين بن سعيد من هذا الكتاب قد تقدّم عن الشّيخ المفيد عن أبى القسم جعفر بن محمّد بن قولويه عن أبيه عن سعد بن عبد اللَّه عن احمد بن محمّد وعن الشّيخ المفيد عن شيخه عماد الدّين عن أبى جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه عن أبيه عن سعد عن احمد بن محمّد ثمّ لا يخفى انّ له إليه طريقا آخر كما يظهر من التّهذيب في نقل هذا الحديث بقوله عن المفيد عن احمد بن محمّد عن أبيه عن الحسن بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد وفى المشيخة اقتصر على البعض امّا المتن فلأنّه يدلّ الأوّل على انّ الصّعيد هو الطَّين والأصحاب

189