هكذا ، لا بدّ من الوقوف ، لا بدّ من الثبات والاستمرار على نفس الكتاب الذي كان يدرّس فيه الشيخ الأنصاري أو المحقّق القمّي رضوان الله عليهما .
هذه النزعة الاستصحابية التي تجعلنا دائماً نعيش مع أمّة قد مضى وقتها . . مع أمّة قد ماتت وانتهت بظروفها وملابساتها ، تجعلنا نعيش بأساليب كانت منسجمة مع أمّة لم يبق منها أحد ، وقد انتهت وحدثت أمّة أخرى أفكار أخرى ، ذات اتّجاهات أخرى ، ذات ظروف وملابسات أخرى » [1] .
إنّ كلام السيد الشهيد الصدر رضوان الله عليه يعبّر عن وجود أزمة كبيرة في منهجية التفكير الفقهي وضرورة تجاوز هذه الأزمة من خلال التجديد والتطوير في هذا المنهج ليصبح مواكباً لحاجات الأمّة وضرورات الاستجابة لأسئلة المجتمع ومشاكله المختلفة .
فالحديث عن المنهج التجديدي خصوصاً في رؤية وفكر السيد الخميني يتطلّب الإشارة إلى الفكر الإسلامي عموماً ، وإلى الفكر الفقهي بالخصوص لمعرفة المنهج الذي اعتمده .
الإمام الخميني وعلم أصول الفقه لعلّ من أهمّ مميزات مدرسة أهل البيت عليهم السلام ، تلك الثروة العلمية الهائلة التي تمثّلت بآلاف الكتب والأسفار في شتّى العلوم ومختلف أنواع المعارف وشؤون الثقافات ومجالات الفكر ، حيث

[1] الصدر ، محمد باقر ، المحنة : ص 76 - 79 ، قم .

61