نام کتاب : معالم التجديد الفقهي نویسنده : الشيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 62
توجّهت إلى التأليف والتصنيف ، وإجالة الأقلام حول الفنون المختلفة همم الأكابر من أهل الفضل وذوي النبل ، الذين لم يألوا جهداً في هذا الشأن بنشر العلوم وبثّها ، وتنميق الرسائل وصقلها وتهذيبها ، فللّه درّهم ، وعليه أجرهم . ومن جملة ما ألّفوا من تلك الفنون وأكثروا فيها علم أصول الفقه أو علم أصول الاستنباط ، الذي هو من أهمّ العلوم الإسلامية وأغلاها ، وأرفع المعارف الإلهية وأعلاها ، وإنّما كثُرت مؤلّفاتهم في هذا العلم وتنوّعت لأنّ باب الاجتهاد في الأحكام الشرعية الفرعية مفتوح عندهم على مصراعيه ، ولا يجوّزون تقليد الموتى ابتداءً في الفروع ، ولا في الأصول مطلقاً ، فكشف علماء الإسلام عن ساق الجدّ والجهد فنضّدوا قواعده ، ورصّفوا مباحثه ، مثابرين على العمل ، معانين فيه أتعاباً وجهوداً ، وما زالوا يتدرّجون في مراقي علوّه ، وسلالم نموّه خلفاً عن سلف وجيلاً بعد آخر . ولا نشكّ في أنّ بذرة التفكير الأصولي وجدت لدى فقهاء أصحاب الأئمّة عليهم السلام منذ أيام الصادقين عليهما السلام على مستوى تفكيرهم الفقهي ، ومن الشواهد التاريخية على ذلك ما ترويه كتب الحديث من أسئلة ترتبط بجملة من العناصر المشتركة في عملية الاستنباط ، وجّهها عدد من الرواة إلى الإمام الصادق عليه السلام وغيره من الأئمّة عليهم السلام وتلقّوا جوابها منهم [1] .
[1] الصدر ، محمد باقر ، المعالم الجديدة للأصول ، مكتبة النجاح ومطبعة النعمان ، النجف الأشرف ، ط 2 ، 1390 ه - 1975 م : ص 47 .
62
نام کتاب : معالم التجديد الفقهي نویسنده : الشيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 62