responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مطارح الأنظار نویسنده : الشيخ الأنصاري    جلد : 1  صفحه : 255


فإن فرض وجود المناط في قول معلوم النسب فهو أيضا باطل ولا ينافي المطلوب وإن لم يكن المناط موجودا فلا وجه للنقض لعدم الاشتراك حينئذ وأما ما أورده من حديث الجرح والتعديل وقبول شهادته بعد الموت فإن أراد المعارضة بنفس قبول الشهادة مع قطع النظر عن إعمال فتواه في الشهادة فعلى التقريب الثاني فهو مما لا يرتبط بالمقام وعلى الأول فالفرق بين الشهادة والفتوى هو أن المناط في الشهادة موجود بعد الموت مثل الرواية بخلاف الفتوى فإن الكلام في ذلك وإن أراد أن قبول شهادته يوجب الاعتماد على قوله في عدد الكبائر وفيما هو مناط التعديل من الملكة وحسن الظاهر إلى غير ذلك من الأمور الاجتهادية ففيه أن التعويل على شهادته في الجرح والتعديل ليس اعتمادا على مذهبه في عدد الكبائر بل إنما هو بواسطة أن الألفاظ الواردة في مقام الشهادة تحمل على الواقع من غير ملاحظة مذهب الشاهد نعم لو علم أن الجرح إنما هو بواسطة شيء مبني على مذهبه فعند المخالفة لمذهب المجتهد لا نسلم وجوب الأخذ بشهادته في الجرح والتعديل ثم إن بعض الأجلة اعترض على الدليل بعد النقض بمعلوم النسب إن عدم الاعتداد بقوله في تحقق الإجماع لا يلازم عدم الاعتداد به في مقام التقليد وفيه أنه لا مساس له بكلام المستدل على الثاني وعلى الأول فيمكن ادعاء الأولوية أو عدم القول بالفصل فتأمل الرابع أن الحجة في حق المجتهد والمقلد أمر واحد فإنه نائب عنه في فهم النتائج المستفادة من الأدلة التي هي موارد التقليد والبناء على القواعد والفحص عن المعارضات والترجيح بينهما ومن المعلوم أن المعتبر في حق المقلد ليس قوله وفتواه بل إنما هو سبيل في الوصول إلى ما هو المعتبر في حقه وهو فهمه وظنه والإدراكات المتعلقة بالقوى المتعلقة بالبدن لا تبقى بعد خراب البدن فيرتفع ما هو الحجة بعد الموت فلا وجه للاعتماد على قول الميت وهو المطلوب أما المقدمة الأولى وهي اتحاد الحجة فظاهرة فإن مجرد القول ولو عند انتفاء الظن وزواله بواسطة زوال الملكة لهرم أو نحوه لا يكون منعا لعمل المقلد بل لا بد من مقارنته للظن الفعلي في حقه بل لو اطلع على ظن المجتهد بدون توسط القول كان ذلك حجة له ومناطا لعمله ولا ينافي ذلك عدم الالتفات إليه بواسطة عروض غفلة وذهول حاصل حال الإغماء والنوم ونحوه لوجود الظن في تلك الحالة في الخزانة وأما المقدمة الثانية فاستدل الوحيد البهبهاني عليها بأن الظن هي الصّورة الحاصلة في الذهن ولا يبقى تلك الصّورة حال النزع لشدته وكثرة الاضطراب الواقع فيه بل ولا تبقى حال النسيان والغفلة أيضا فما ظنك بما بعد الموت حيث صار الذهن جمادا لا حس فيه أقول وهذا الاستدلال مبني على أن يكون الذهن جزء من البدن ويكون الصّورة العلمية محفوظة فيه على وجه لو حاول النفس إدراك تلك الصّورة والالتفات إليها كان الذهن وسيلة في نيلها إليها وهو غير معلوم لا وجدانا ولا برهانا بل المعقول عندنا هو أن الذهن قوة من قوى النفس الناطقة بها يدرك المعلومات وليس من أجزاء البدن فخراب البدن وانقطاع الروح منه لا يلازم ارتفاع الصور العلمية ولا نضايق من القول بأن تعلق النفس بالبدن العنصري له دخل في حصول الإدراكات والملكات في هذه النشأة إلا أن ذلك لا يوجب القول بزوال تلك الإدراكات عند انخلاع النفس وخروجها من البدن إذ يحتمل أن يكون ذلك معدّا وانتفاء المعدّ لا يوجب انتفاء المعلول كيف والقول به على وجه الإطلاق يوجب القول بما لا أظن أن يلتزم به أحد وهو زوال الصّور العلمية الثابتة للنفس في هذه النشأة مع أن المقصود الأصلي من الإيجاد ربما يكون تحلية النفس بالصور العلمية من المعارف والاعتقادات الحقة فإنها كمال لقوتيها النظرية والعملية أما الأولى فظاهر وأما الثانية فلأن تحصيل الملكات الفاضلة وتجريد النفس عن الصفات الرذيلة موقوف على الصور العلمية كما لا يخفى ولو سلم فتلك الملكات أيضا في عرض الصور العلمية فإنها أيضا من الأعراض الحالة في الحيوان الناطق في الظاهر فانقطاع الروح كما يقضي بارتفاع الأولى يقتضي بارتفاع الثانية أيضا مع أن ذلك ظاهر الفساد اللَّهم بالقول بالفرق بين الظنون الحاصلة من النظر والعلوم التي يقتضيها الفطرة الإلهية التي فطره اللَّه عليها وهو كما ترى لا يساعده دليل ولا يوافقه اعتبار فإن النفوس الإنسانية في بدو الفطرة قبل حدوث العلقة بينها وبين أبدانها كما صرح به غير واحد من أرباب المعقول والمنقول ونطقت به الآثار المعصومية خالية عن جميع الصور العلمية ضرورية كانت أو نظرية علمية أو ظنية ثم بواسطة قواها الظاهرة والباطنة يتحلى بالعلوم الأولية المستتبعة للعلوم النظرية إلى أن يصل إلى حدّ يكون في ذلك الحد عقلا بالفعل فكل العلوم التي أفيض عليها من المبدإ الفياض إنما هي حادثة بعد تعلق النفوس بالأبدان في هذه النشأة ولهذا كانت مزرعة للنشأة الآخرة وبالجملة فنحن لا نسلم أن محال هذه الأعراض هي الأجسام الحيوانية بل يحتمل احتمالا قويا أن يكون النفس محلا لها والمفروض بقاء النفس بعد خراب البدن فلا يلزم بقاء العرض مع ارتفاع الموضوع وهو الحيوان الناطق فعلى المستدل إقامة دليل على ذلك ولا ينافي ما ذكرنا أن يكون للآلات الجسمانية مدخل في حصولها على وجه الإعداد غاية الأمر عدم حصولها بعد الموت وأين ذلك من زوال الحاصل فلا أقل من الشك في بقاء تلك الصور والأصل قاضٍ ببقائها وقد يظهر من بعضهم دعوى زوال الظن بعد الموت لا بواسطة أن الموت يوجب خراب البدن بل بواسطة كشف حجاب النفس عن الواقع واطلاعها على اللوح المحفوظ بعد الموت وهو الظاهر من المحقق الداماد رحمه الله في توجيه كلام جده المحقق الثاني حيث أراد السيد دفع الاستصحاب القاضي بالبقاء حيث قال إن الظن لما جاز أن يكون مخالفا للواقع والموت الجسماني الذي حقيقته

255

نام کتاب : مطارح الأنظار نویسنده : الشيخ الأنصاري    جلد : 1  صفحه : 255
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست